"المادة 28 من الإعلان الدستوري، وسياسة المجلس العسكري فى إدارة البلاد". سببان رئيسيان لاعتصام وتظاهر المئات بمحيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية في وجود مئات مماثلة من قوات الجيش من ذوي الملابس المموهة، وعشرات الجنود التابعين للأمن المركزي مكتسين بالسواد. تنوّع المتظاهرون وتمايزوا فيما بينهم، بين إسلامي وليبرالي ،مسلم ومسيحي، غير أن هذه الإختلافات تلاشت عندما بدأت فعاليات اليوم منذ ساعات الفجر الأولى من يوم أمس السبت بحضور الآلاف من مختلف التيارات في ظروف مشحونة شهدها مكان الإعتصام بين جنود القوات المسلحة، والأمن المركزي من ناحية، وبين المتظاهرين من ناحية أخرى. محمود مجدي، شاب ليبرالي لأسرة قاهرية ميسورة الحال، تطوع بشراء مخبوزات محلاة قام بتوزيعها على المتظاهرين فى محاولة منه لكسر جوع من احتشدوا لساعات أمام دروع قوات الجيش البشرية، عندما حاولت تصويره رفض بدعوى أنه "يخشى أن يضيع ثواب ما يقوم به". يقول مجدي "أنا بقالى أسبوعين معتصم في ميدان التحرير، وإعتصامي سببه الأساسي إنى غير راضى عن أسلوب المجلس العسكري، وكنت زمان بقول لازم العجلة تمشي، وبعدين نشوف إيه اللي نصلحه، لكن دلوقتى أتأكدت إن العجلة لما تدور هتكون هى السكينة اللى (هتقطع) رقابينا". أما حسين الهواري، شاب سلفي من قبيلة الحميدات بمحافظة قنا، فقد اكتفى بقسط من الماء يروي به ظمأ المعتصمين كي يعنهم على حرارة اليوم التى تجاوزت الثلاثين التي تسببت فى وقوع حالتي إغماء على الأقل. يرفض حسين الهواري، وغيره كثيرون، مبدأ الانصراف عن مكان إعتصامهم فقد انضم ابن قبيلة الحميدات حسين للتظاهرت التى بدأت فجر الأمس ظناً منه أنها خير وسيلة لتطبيق الشريعة قائلاً "من أجل تطبيق الشريعة يهون الدم، ولهذا لن نغادر مكاننا". فور وصولهم فجراً، أقام المعتصمون لجاناً شعبية على أطراف مكان الإعتصام للتحقق من هويات الوافدين للإعتصام، وهو مشهد لم يرق كثيراً لسكان منطقة العباسية فوقعت إشتباكات متفرقة بالعصي، وزجاجات المياة الغازية، والأيدي لم تكن لتقل حدة عن إشتباكات قوات الجيش والشرطة مع المتظاهرين. فرج، 26 سنة من سكان الوايلي، حضر إلى الميدان محاولاً صرف المتظاهرين عن مكان تظاهرهم أمام وزارة الدفاع، إلا أنه عندما احتك بأحد المعتصمين انهال عليه كثيرون بالضرب فتهتّك قميصه رخيص الثمن، وجرح برقبته. ولم يكن فرج وحده من حاول فض الإعتصام، فقد تجمع نحو 40 شخص من سكان مناطق مختلفة أسفل كوبري العباسية عند اللجنة الشعبية الرئيسة التى أقامها المتظاهرون. أصحاب الخوذات الحمراء تصدروا المشهد من الجانب الأمنى، فقد واجه أفراد الشرطة العسكرية المتظاهرين أكثر من مرة بالأيدي من ناحية المتظاهرين والهراوات البلاستيكية السوداء التى استخدمها جنود الشرطة العسكرية. غير أن هذه الإشتباكات لم تشهد وقوع إصابات بأي جانب.