حوار يشبه الحقيقة ولكنه ممزوج بماء الخيال كي لا يشوه صورة الحقيقة: "- عارف، المشكلة مش في إني بخاف أمشي في الشارع، المشكلة تكمن في إني بدأت أخاف وأنا في البيت، بحس إن في حد يراقبني، حسيت قبل كده إن في حد بيطاردك عشان يفترس ما تبقى منك؟، طبيعي بخاف من الناس، بخاف جدًا من عيونهم، كان نفسي أتولد في مكان غير ده، وسط ناس بتخاف عليّا مش بتخوفني! لمّا بشوف بنات بره لابسين أجمل لبس، وبيخرجوا براحتهم، وعادي جدًا، بحس إني مخنوقة، ليه! ليه دايمًا بحس إني مغلوبة على أمري.. ألبس اللي يعجبهم واللي يعجبني حرام، أمشي وأنا بجري عشان لو مشيت برّاحة هيتحرشوا بيّا، عارف! أنا بقيت بكره حاجة اسمها بنت". "- طبيعي تحسي إحساس الخوف والضعف كمان، لأننا عايشين وسط ناس بتشوفنا من برا بس، الجمال في بلادنا حرام، البنت فائقة الجمال بيلوثوها، الولد المحترم بيلوثوه، لو دخلتي كافيه هتلاقي ولد محترم قاعد وسط ولاد بيشربوا شيشة أو سجاير، ولازم يشرب، لو ماشربش يبقى عيل، ولو ما قالش لفظ غير لائق هيبقى "مش راجل"، المشكلة إننا مش عارفين نحل المشكلة لأنها بتزيد كل يوم عن التاني، المشكلة فينا إحنا، بلاد بره استحالة تلاقي ولد بيتحرش ببنت، ولو حصل يتسجن وممكن يوصل بيه الحال إنه يتعدم، في بلاد برا المرأة حاجة غالية أوي، لكن في بلدنا المرأة بترخص كل يوم عن التاني." "- صح.. المشكلة فينا إحنا، لو حاولنا نغير من سلوكياتنا هنبقى أحسن من بلاد برا، لو حاولنا نشوف كل بنت ماشية في الشارع على إنها رمز غالي أوي استحالة هنرّخصه، لو حاولنا ما نقولش ألفاظ غير لائقة هنكون رائعين، بس لو"!.