دعت الإمارات، أمس الخميس، إلى تكثيف العمل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مجددة موقفها "غير المتواني" عن تلبية المبادرات الدولية العادلة، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني. وجاء الموقف الإماراتي في بيان السفيرة "لانا زكي نسيبة"، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأممالمتحدة، أمام المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول أمس الأربعاء، حول البند المتصل بالقضية الفلسطينية، وفقا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية. واقتبست "نسيبة"، بعض ما جاء في الرسالة التي وجهها رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى الأممالمتحدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقالت: "تكرر دولة الإمارات، حكومة وشعبا، التأكيد على التزامها الدائم والتاريخي تجاه دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كل حقوقه المشروعة أسوة بكافة الشعوب، وتماشيا مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وأضافت السفيرة الإماراتية، أنه في الوقت الذي تشهد به منطقة الشرق الأوسط العديد من النزاعات والأزمات التي أنهكت الشعوب، بما فيها انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بات حتميا على المجتمع الدولي السعي لإيجاد حلول دائمة لهذه الأزمات عبر إعادة التفكير في النُهج السابقة، واتخاذ خطوات جديدة لإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة". وشددت نسيبة، على أنه "كخطوة أساسية بهذا الاتجاه، ينبغي تكثيف العمل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأكدت نسيبة، على أن دولة الإمارات "تولي القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا، ووضعتها على رأس أولويات سياساتها الخارجية"، مجددة التأكيد أن الدولة "لن تتخلى عن موقفها الراسخ الذي يتماشى مع الموقف العربي في دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدسالشرقية، وفقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية". وأكدت نسيبة، أن تحقيق ذلك يتطلب بذل الجهود ودعم المبادرات التي تهدف إلى خلق بيئة مناسبة لتحقيق السلام وإقامة حل الدولتين. وتطرقت نسيبة، إلى النجاح الذي حققته الجهود السياسية والدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها الإمارات خلال الشهور الماضية، بما في ذلك توقيعها للاتفاق الإبراهيمي للسلام، الذي أسهم في الدفع باتجاه تجميد ضم أراضي فلسطينية، استجابة للنداءات المتكررة للمجتمع الدولي لحماية آفاق السلام. وقالت نسيبة: "تؤمن بلادي أن توقيع هذه المعاهدة سيدعم مواصلة دور بلادي الإيجابي والفعال في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط"، وفق لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام". وأكدت نسيبة، في ذات السياق، "ضرورة وقف الممارسات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بناء وتوسيع المستوطنات وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة في مدينة القدس وهدم الممتلكات واستمرار الحصار على غزة". وحول الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، عبرت السفيرة نسيبة عن "قلق دولة الإمارات إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والصحية في الأراضي الفلسطينية، خاصة مع انتشار الجائحة". وشددت نسيبة، على ضرورة دعم القطاعات الحيوية في فلسطين، خاصة القطاع الصحي، مجددة التزام الإمارات بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني والتي تجاوزت 840 مليون دولار أمريكي في الفترة الممتدة من 2013 إلى 2020، بما في ذلك عبر دعم وكالات الأممالمتحدة. وأشارت نسيبة، إلى حجم المساهمات الكبيرة التي قدمتها الإمارات لوكالة "الأونروا" خلال العقد الأخير، مما جعلها من أكبر المانحين الدوليين للوكالة التي تترأس دولة الإمارات لجنتها الاستشارية منذ يوليو 2020، حيث تسعى إلى تعزيز عمل الوكالة في مجالات تشمل التحول الرقمي في التعليم، وتمكين المرأة والفتيات، وتمكين الشباب، واستدامة البيئة.