سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف تجاوزات جديدة فى كارثة «الخزان القاتل» بالغردقة رئيس الوزراء يستجيب ويقرر هدم الخزان والتحقيق مع المسئولين.. ووزير الإسكان يرسل لجنة للتحقيق.. والمحافظ لا يرد
قرر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، هدم خزان الغردقة القاتل والتحقيق الفورى مع المسئولين عن المهزلة، فى استجابة لما نشرته «الوطن»، الذى بدأ بالفعل صباح أمس.. وكان التحقيق المنشور عن كارثة «تلوث خزانات مياه الشرب بالغردقة» ورصده تحوله لمأوى ل«الفئران والصراصير والطيور النافقة»، وتضمن اعترافات لموظفى شركة مياه الشرب أكدوا فيها أن الطحالب والميكروبات والفئران تتجمع فى الخزانات أثار ردود فعل قوية، وأمر على أثره الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، بالتحقيق فى الواقعة وتشكيل لجنة من قبَل الوزارة، لفحص الخزانات، فى حين قال مدير مديرية إسكان البحر الأحمر إن ما تم نشره محل فحص.. بينما فضَّل محافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبدالله، الصمت، متمسكاً بعدم الرد على هاتفه. واستكمالاً لكشف الكارثة حصلت «الوطن» على مستند صادر من مديرية الصحة بالمحافظة يؤكد أن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمى، ويقول نص الخطاب: «السيد اللواء مدير الوحدة المحلية لمدينة الغردقة، بناءً على الإشارة الواردة إلينا بتاريخ 20/1/2014 نفيد بوجود شكوى جماعية فى اشتباه اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، وذلك بعمارات امتداد النصر 2، والواقع خلف السنتر الليبى مباشرة، بجوار مخزن الكوكاكولا، توجهت بصفتى مراقب الصحة البيئية والجهة المختصة، بالفحص والمعاينة، وقد تم إرسال تقرير مفصل بالإجراءات التى تمت بتاريخ 19/4/2014، وهذا الخطاب التوضيحى يفيد بأن المياه الموجودة بالخزان الخاص بهذه العمارات غير صالحة للاستهلاك الآدمى؛ لافتقارها الاشتراطات الصحية، كما أن عينة المياه مأخوذة من خط المياه الرئيسى وليس من خزان العمارات».. انتهى نص الخطاب وذيّل بتوقيع من مصطفى محمود، مراقب صحة البيئة، والدكتور محمد السيد، مدير مديرية الصحة بالمحافظة. اللواء أحمد قريش، رئيس مجلس مدينة الغردقة، اصطحب محرر «الوطن» فى جولة مفاجئة إلى خزان المياه، عقب ما نُشر بالجريدة؛ بهدف الوقوف على حقيقة الأمر، بعد أن زعم رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب بالغردقة أن الخزان الذى أثير حوله الجدل مغلق منذ شهر، مدعياً أن الفيديوهات والصور التى رصدتها الجريدة للكارثة كانت قبل إغلاق الخزان، برغم ثبوت يوم التقاطها بتاريخ 20/6/2014. على أرض الواقع كانت الصدمة، بعد أن التقى رئيس المدينة بمدير المحطة المسئول، الذى أخبره أن الخزان لا يزال فى الخدمة ويعمل بكامل طاقته فى ضخ مياه الشرب عبر المواسير إلى المنازل، وينقلها بالسيارات، التى كانت تستأنف عمليات التعبئة، فى وجود رئيس المدينة، الذى انزعج بشدة، وتجول فوق سطح الخزان، فلاحظ استمرار عمليات الضخ عبر الماسورة الرئيسية القادمة من خط مياه الكريمات.. واكتشف أن الخزان مكشوف بلا أى غطاء، وبالداخل وجد قاذورات وطحالب وأكياس بلاستيك تطفو على سطح المياه الموجودة داخل الخزان، فيما كانت المفاجأة الكبرى عندما شاهد الرجل حذاءً قديماً لونه أسود داخل الخزان، وباباً خشبياً متهالكاً وأسياخ حديد تستقر فى قاع الخزان، فقال للمدير المسئول: كيف يعمل الخزان وهناك قرار بإغلاقه صادر من لجنة فنية من الجهات المعنية بتاريخ 25/5/2014، وموقع من المحافظ، والسكرتير العام المساعد؟! فأجابه أن الخزان سيتوقف عن العمل بداية من يوم «الاثنين» فنهره بشدة وطالبه بتنفيذ القرارات الصادرة بالإغلاق، وواصل التجول داخل المكان، فوجد كميات كبيرة من المياه مهدرة على الأرض، وبركة مياه أخرى ناتجة عن شرخ عميق فى الماسورة القادمة من خط مياه الكريمات التى تصب داخل الخزان، ما اعتبره إهداراً للمياه، وإهمالاً جسيماً، وطالب باستدعاء الفنيين لإصلاحه. فيما قال رئيس المدينة ل«الوطن»، إنه تابع ما نُشر بالجريدة بحرص شديد، وكلفه المحافظ بفحص الأمر، خصوصاً أن هناك قراراً صادراً بتاريخ 26/5/2014 من محافظ البحر الأحمر بإغلاق الخزان، بناء على توصيات لجنة مشكلة من الجهات المعنية، والقوات المسلحة. لم تنته الكارثة عند هذا الحد بعد أن رصدت «الوطن» مهزلة أخرى تمثلت فى توريد مياه من الخزان إلى مستشفى الغردقة العام، داخل سيارة مقطورة تابعة للشركة القابضة، رغم قرار إغلاقه.. التقينا سائق السيارة التى تحمل لوحات معدنية رقم «785» محافظة البحر الأحمر، فأكد أنه يحمل أمر تشغيل رقم «024946» صادراً عن الشركة القابضة لمياه الشرب، ساعة 4.45 مساء الأحد 22/6/2014، لتوريد مياه شرب إلى المستشفى العام بواقع 50 طناً، تتبعنا السيارة حتى وصلت إلى المستشفى، هناك تم تفريغ المياه داخل الخزان الخاص بها، فيما وقَّع على أمر استلام الكمية أبوالحسن مفيد، مشرف إدارى، الذى قال ل«الوطن» إنه طلب كمية مياه من الشركة القابضة، عبر الهاتف، لمواجهة نقص المياه الرهيب فى المستشفى، ومعاناته اليومية. فيما قال مصدر بالمحافظة -تحفظ على ذكر اسمه- إن خزانات المياه مليئة بالميكروبات، والجميع فى المحافظة يعلم هذا، وأوضح أن العلاقة الوطيدة التى تربط محافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبدالله، ورئيس شركة المياه، تضر بالصالح العام، خصوصاً أن المحافظة تلقت عشرات الشكاوى التى تفيد بوجود تلوث فى الخزانات، والدليل صدور قرار سابق بإغلاق الخزان، لكن رئيس الشركة ضرب عرض الحائط بقرار المحافظ، وأعاد تشغيل المحطة، ما يعرِّض حياة المواطنين للخطر، وينقل لهم الأمراض عبر حنفيات المنازل، موضحاً أن اللجنة التى أوصت بإغلاق الخزان معنية ومتخصصة.