عاود العشرات من المعلمين الاعتصام مرة أخرى، على رصيف مجلس الوزراء فى الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أن قامت قوات الشرطة بفض اعتصامهم بالقوة مساء أمس الأول، للمطالبة بإقرار حد أدنى للأجور 3 آلاف جنيه مع تجريم الدروس الخصوصية، وتثبيت جميع المتعاقدين دون شروط، وصرف حافز ال200% دون المساس بالمكافأة والكادر، وإعادة تكليف خريجى كليات التربية وإطلاق الحريات النقابية فى مجال التعليم وأن يكون معاش المعلم على آخر أجر شامل وليس الأساسى. فيما واصل المعلمون لليوم الرابع على التوالى إضرابهم الجزئى عن العمل داخل بعض المدارس فى القاهرة والمحافظات لحين تحقيق مطالبهم المشروعة. وعلى جانب آخر، بدأ المعلمون المعتصمون، فى نصب خيام جديدة على رصيف مجلس الوزراء، حيث أقاموا 3 خيام، فيما قام البعض الآخر بتعليق العديد من اللافتات على أسوار مجلس الشعب منها: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، «ياحرية فينك فينك قنديل بينا وبينك»، «عايزين ثورة فى التعليم» و«التعليم أولاً وقبل أى شىء» و«لا توجد عدالة فى توزيع الأجور»، كما أعلنوا عن توافد العشرات من المعلمين من كافة المحافظات للتضامن معهم فى اعتصامهم. وأكد الدكتور محمد زهران، نقيب معلمى المطرية، أنه تم فض اعتصام المعلمين بالقوة مساء أمس الأول، مشيراً إلى أن سياسة النظام السابق ما زالت مستمرة، مؤكداً استمرار اعتصام المعلمين لحين تحقيق مطالبهم المشروعة. وقال زهران إن إضراب المعلمين داخل المدارس جزئى، مؤكداً أن الأسبوع المقبل سيشهد إضراباً كلياً فى حال عدم تحقيق مطالبهم، موضحاً أن الحكومة تجاهلت مطالب المعلمين. وأوضح أن الساعات المقبلة ستشهد إعادة تعبئة للمعلمين مرة أخرى لتنظيم وقفة احتجاجية السبت المقبل أمام مجلس الوزراء، منوهاً عن انضمام الإداريين والعمال للتظاهرة للمطالبة بأجر عادل لكافة العاملين فى التربية والتعليم، مؤكداً أنه سيتم الدخول فى إضراب عام فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم. وأكد حسن أحمد، رئيس نقابة المعلمين المستقلة، أن المعلمين اتفقوا على الإضراب التام بداية الأسبوع المقبل بكافة المحافظات، بحيث يوقع المعلم على كشوف الحضور والانصراف دون العمل فى الفصول على أن يستمر المعلمون فى توضيح رؤيتهم للطلاب والمشاركة فى الانضمام لإضراب المعلمين، مشيراً إلى أن المحافظات التى لا تنظم وقفات احتجاجية عقب اليوم الدراسى قررت تنظيم وقفات أمام المديريات التعليمية، مشيراً إلى أن اعتصام المعلمين مستمر حتى لو تعرضوا لأكثر مما تعرضوا له أثناء فض الاعتصام بالقوة، معتبراً أن محاولات فض الاعتصام دليل على نجاح الإضراب فى 14 محافظة. وكشف عبدالناصر إسماعيل، منسق اتحاد المعلمين المصريين، أن رواتب المعلمين فى أول أكتوبر ستكون خالية من نسبة ال50% التى أعلن عنها الرئيس، مؤكداً أن الإدارات التعليمية لم تتسلم القرار حتى الآن وأن الإداريين تسلموا الرواتب دونها. وأكد أن عدد المدارس المضربة عن العمل فى تزايد مستمر وأن نسبة الإضراب سواء الجزئى أو الكلى وصلت ل60% بانضمام مدارس فى إدارات الجيزة والعياط وأطفيح وشبين الكوم والخانكة، موضحاً أنه بنهاية الأسبوع الأول من الدراسة سيتم الإعلان فى تقرير شامل عن عدد المدارس المضربة وعدد المعلمين المضربين والذين تم اتخاذ قرارات تعسفية حيالهم، كما سيتم الإعلان عن كافة الخطوات التصعيدية، كما أن آليات الإضراب فى العام الحالى مختلفة عن العام الماضى نظراً لأن الإضراب داخل المدارس وليس خارجها وبالتالى فهو أكثر عمقاً -على حد تعبيره. ومن جانبه، استنكر أيمن البيلى وكيل نقابة المعلمين المستقلة، تصريحات الدكتور أحمد الحلوانى نقيب المعلمين بشأن تحريض الشيوعيين للمعلمين، مؤكداً أن هناك عدداً من الأحزاب الليبرالية كحزب الدستور وعدداً من منظمات حقوق الإنسان وكلها ليست جهات يسارية أو شيوعية ودعمها معنوى فقط وهذا ليس عيباً، قائلاً: هذه الأحزاب والحركات كانت تدعم الجماعة فى عهد مبارك. وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين تقيم محاكم تفتيش لنوايا المعلمين ويتهمونهم بالخروج عن القانون لمجرد مخالفتهم فى الرأى والمطالبة بحقوقهم، معتبراً ذلك أسلوباً لترهيب المعلمين. وقال إن إحصائيات غرف العمليات الخاصة بنقابة المهن التعليمية كلها «كذب» وأن الإضراب متصاعد ووصل لنسبة 70% خاصة فى المحافظات والمدارس الصناعية.