رغم شيخوخة ألمّت به، ظل ذا قرار صلب شامخ، يدافع به عن شقيقة عربية وإسلامية، دون تراخٍ أمام الأمواج العاتية التى تواجه تلك الدولة الشقيقة، مستنداً على ظهيرين لم يستطع الاستغناء عنهما، أولهما: «الدعم المصرى للقرار السعودى فى وجه دول العالم»، وثانيهما: «القوة الاستراتيجية التى خلقها لبلاده عبر خطة السعودية نحو العالم الأول»، لتكون القوة الداخلية التى أسسها فى بلاده دعماً لتحركاته فى المنطقة، إلا أن تكالب القوى العالمية على مصر لإضعافها هدد قوة بلاده الإقليمية والدولية ليعلن استنفاره ببيان تأييد للشعب المصرى وتحركات القوات المسلحة لحماية الإرادة الشعبية فى خطوة وصُفت بالدعم القوى أمام القوى الكبرى، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. بدأ معركته مبكراً رافضاً الضغوط الدولية الموجهة تجاه دولته حين أعلن عن طموحه للنهوض بالسعودية والدول العربية لتكون دولاً متقدمة، فصنفته مجلة أمريكية كثانى أسوأ ديكتاتور بالعالم حينما كان ولياً للعهد، بغية تشويه الصورة، ويرى خبراء معهد واشنطن، أحد مراكز الدراسات صانعة القرار بأمريكا، أن كبر سنه سيخلق الأزمات والصراعات بالمملكة، إلا أنه حوّل نقطة الضعف التى راهن عليها الأمريكان لتكون نقطة قوة بخبرته التى اكتسبها ممن سبقوه من قيادات المملكة، ليبدأ خطة مواجهة العالم مستنداً على قوة بلاده ودعم مصر والإمارات لتحقيق حلم التقدم. تصنفه مجلة «فوربس» كثامن أقوى رجل فى العالم من حيث التأثير، وأغنى رؤساء العالم بثروة تقترب من ال18 مليار دولار، ما يدعم موقفه فى التحركات الدولية والإقليمية التى يقوم بها، فزار الفاتيكان فى عام 2007 للقاء البابا بنديكتوس السادس عشر فى خطوة تاريخية لدعم الحوار «الإسلامى - المسيحى» فى المنطقة بعد ظهور نبرة عدائية فى الإعلام الغربى نحو الإسلام والمسلمين، وواصل جهوده ليطلق مبادرة السلام فى الأراضى المحتلة للعودة لما قبل عام 1967، فى طريقه لبناء قاعدة من الأمل لضخ الدماء فى طريق المفاوضات بعد المحاولات الأمريكية - الإسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع لتنطلق قاعدة المفاوضات، ويواصل رؤيته بعيدة المدى ليرفض الغزو الأمريكى بالعراق، ويرفض إقامة علاقات مع رئيس الوزراء العراقى بعد الغزو، نورى المالكى، بسبب توقعه تدهور الأوضاع فى بغداد بعهده. ويأتى دور جهوده الدولية لدعم المنطقة، بتحركه الداعم لمصر، ليواصل مشوار آبائه وأجداده الذى بدأ بدعم مصر مالياً وعسكرياً فى حرب أكتوبر وما تبعها، ليدعو لمؤتمر المانحين العرب ليكون مؤتمراً اقتصادياً لدعم مصر فى المحور الضعيف من محاور قوتها فى المرحلة الأخيرة.. واليوم يواصل ملك السعودية دعمه لمصر عبر زيارة يجريها ليلتقى الرئيس السيسى، وهى الخطوة التى يرى البعض أنها ستنعكس دولياً على النظام الحاكم ودعم تحركاته لإحداث نقلة تنموية فى مصر والمنطقة.