لاتصال عمله بمجال حقوق الإنسان، كانت حياة حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ذاخرة بالمواقف السياسية، التي أثارت جدلا في العديد من المراحل التي مرت بها مصر، بين مؤيد ومعارض لآرائه التي يعلنها بين الحين والآخر. والحقوقي الراحل حافظ أبو سعدة، الذي توفي اليوم، عن عمر ناهز 55 عاما، إثر إصابته بفيرس كورونا، يعرف كونه "سياسي مصري، نَشَطَ في مجال حقوق الإنسان وكان رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان سابقًا، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان"، وولد أبو سعدة في عام 1965 بالعاصمة المصرية القاهرة، وتزوج من المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان واستمر زواجهما حتى وفاته. تخرج في كلية الحقوق وتزوج نهاد أبو القمصان وشارك في الحركة الطلابية ضد مبارك ونتعرف في هذا التقرير، عن أبرز المعلومات المذكورة عنه، لاسيما رحلته بعد تخرجه وحتى وفاته، التي استغرقت ما يقرب من 40 عاما. خط أبو سعدة أول سطور حياته السياسية، بمشاركته في الحركة الطلابية في الثمانينيات ضد حكومة الرئيس الراحل مبارك، واعتقل عدة مرات بسبب أنشطته المعارضة، وبعد تخرجه في كلية الحقوق، عمل كمحام في مجال حقوق الإنسان وانخرط في المجتمع المدني المصري. تبوأ أبو سعدة خلال حياته المهنية في مجال حقوق الإنسان، العديد من المناصب، منها رئاسة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، كما تم تعيينه في منتصف الألفينيات بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي شكلته الحكومة المصرية آنذاك، وهو أيضا عضو في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وكان مبعوثها إلى جامعة الدول العربية من عام 2004 إلى عام 2007. أبو سعدة شارك في عشرات المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان، وكان يحضر جلسات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بانتظام، كممثل للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، التي لديها عضوية استشارية لدى الأممالمتحدة، تعطيها الحق في مراقبة جلسات الأممالمتحدة المختلفة. كان أبو سعدة مؤيدا للثورة المصرية ضد نظام مبارك، وشارك في الاحتجاجات التي أطاحت بحسني مبارك في 11 فبراير 2011، كما عارض بشدة نظام الإخوان المسلمين وشارك في ثورة 30 يونيو 2013، التي أدت في نهاية المطاف إلى خلع الرئيس مرسي في 3 يوليو 2013. نال أبو سعدة عدد من الاتهامات من الهيئة المستقلة لمراقبة الأممالمتحدة، فضلا عن منظمة هيومان رايتس ووتش، في تقرير لها عام 2014، التي وثقت طرد المنظمة المصرية ومديرها أبو سعدة، من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. في عام 2015، رشح نفسه في انتخابات مجلس النواب على مقعد دائرة المعادي وطرة، لكنه لم ينجح فيها، وتوفى اليوم الخميس، عن عمر ناهز 55 عامًا، إثر إصابته بمرض فيروس كورونا المستجد.