أجواء البرازيل.. والحكومة الفاشلة

بينما تشتعل أرضية ملاعب مونديال البرازيل بحماس اللاعبين ورغبتهم فى الفوز، وبينما يرسم النجوم بأقدامهم ورؤوسهم لوحات فنية تُسجل فى تاريخ الساحرة المستديرة، والمدرجات تشتعل بالصيحات والهتافات وتتداخل الألوان والمشاعر، تظهر مدن البرازيل صامتة غير مدركة للحدث العالمى الذى تستضيفه، فخلال الأيام الماضية التى قضيتها بين عدة مدن، شعرت بدهشة حقيقية من سوء تنظيم الحدث العالمى والذى لا يتناسب مع حجم الدولة ولا بحجم عشقها لكرة القدم ولا بتاريخها العريق فى اللعبة. فى البرازيل، ودليل على الخلل فى تنظيم الحدث يكفى أنك لا تجد فى المطارات والشوارع والفنادق ما يوحى بأن هناك حدثاً رياضياً عالمياً تاريخياً مقاماً فى هذه الدولة، ولولا حماس الجماهير البرازيلية وحبها الشديد لكرة القدم لفشل تنظيم المونديال. كلما سرت فى شوارع البرازيل، ووجدت المقاهى والمولات التجارية مغلقة منذ الساعات الأولى للمساء، أتذكر كيف كان تنظيم مونديال جنوب أفريقيا غاية فى التميز، وكيف سَخَّرَت حكومة البلد الأفريقى كل ما لديها من أموال وأفكار وطاقات لإخراج المونديال بأفضل شكل ممكن، فى حين فشلت حكومة أرض كرة القدم من تنظيم أكبر بطولات الكرة فى أمر لم يكن متوقعاً وكنا نظن أنها ستكون الأفضل. وبالنظر إلى الجوانب الإيجابية، أرى الأجواء الاحتفالية للجماهير، وأقصد بها كل الجماهير الحاضرة، التى أتت جميعها من أجل التشجيع الرائع والفرحة بلا تعصب.
أما عن الصورة التى حرصت على التقاطها مع النجم البرتغالى التاريخى لويس فيجو، فكانت فى المطار قبل السفر من مدينة سلفادور، وبالطبع كان فيجو حزيناً ويتحاشى الحديث مع أى شخص بعد الهزيمة الثقيلة لمنتخب بلاده من ألمانيا فى مستهل مباريات المنتخبين فى المونديال، حتى إنه رفض التعليق على المباراة.