فى الوقت اللى كنا بنحتفل فيه برجوع الدولة المصرية سالمة.. قام شوية من «مش لاقية وصف ينفع» بالتحرش بسيدات فى ميدان التحرير.. وكمل بعض الدكاترة اللى أكيد ما يعرفوش أى حاجة عن الرحمة أو الإنسانية وخسارة يكونوا دكاترة أصلاً. كملوا اعتداء على السيدة.. «رفضهم علاجها هو اعتداء عليها وعلى حقها».. .. الواقعة دى بتقولنا أن عندنا مشكلة كبيرة فى مجتمعنا فعلاً. طول اليومين اللى فاتوا الناس كانت بتتكلم عن الواقعة دى والكل كان بيفكر إزاى نحل مشكلة التحرش.. وسمعت كلام عن القانون الرادع.. والعقوبات القوية لدرجة إن فيه ناس طالبت بإعدام المتحرش.. وفى ناس اتكلمت عن التربية والأخلاق وأنا من الناس دى لأنى بصراحة شايفة حالة انفلات أخلاقى غير مسبوقة هبقى أتكلم عنها مرة تانية، وفى ناس قالت إن الكبت الجنسى والفصل بين الجنسين فى المدارس الحكومية هو السبب لدرجة أن أحد المخرجين طالب بإعادة فتح بيوت دعارة مرخصة. الحقيقة أن التحرش مالوش أى علاقة بالكبت الجنسى وبعض المتحرشين بيبقوا متزوجين يعنى إعادة فتح بيوت الدعارة يا محترم مش هى اللى هتوقف التحرش.. وبعدين تعالى أحكيلك إيه اللى بيحصل فى المجتمع الأمريكى المنفتح ع البحرى بلاد اللا قيود بلد الحريات المطلقة. أولاً التحرش فى أمريكا مش بيقتصر على الستات أو الأطفال بس من الجنسين لا التحرش هناك بيمتد للتحرش بالرجالة وممكن يكون المتحرش راجل أو ست. الجيش الأمريكى أعلن السنة دى فى 2014 عن زيادة نسبة البلاغات المقدمة من الجنسين بخصوص وقوع اعتداءات أو تحرش بنسبة 50٪ وأشار إلى أن فى حالات كتير بتخجل من تقديم بلاغ وخصوصاً الرجالة. وفى دراسة بتقول إن كل دقيقتين ونص بتتعرض سيدة أمريكية للتحرش.. وإن مجموع الستات اللى بيتعرضوا للتحرش حوالى 700 ألف سيدة فى السنة.. ده غير أن نسبة الاغتصاب زادت وغالباً بيبقى المغتصب معروف للضحية وغالباً عملية الاغتصاب بتحصل فى بيت الضحية.. .. وعلى فكرة النسبة هى نسبة الستات اللى بتبلغ بس. دى نبذة صغيرة عن التحرش الأمريكى وكل ده بيحصل، رغم وجود حرية مطلقة سواء فى اللبس أو العلاقات.. فأكيد عمر ما كان الحل فى إباحة أفعال تخالف عاداتنا وديننا الإسلامى والمسيحى. لكن الشىء اللطيف هو تعامل أمريكا مع المتحرشين وبالذات المتحرشين بالأطفال، واللى بتثبت عليهم تهمة التحرش وبيتسجنوا بعد ما بيخرجوا بيبقى ممنوع عليهم تماماً أنهم يقربوا من أى تجمعات فيها أطفال زى الحدائق والمدارس وغيرها. طبعاً حل مشكلة التحرش عندنا محتاج طريقين، طريق سريع وطريق على المدى الطويل. الطريق السريع من وجهة نظرى بعد طبعاً تغليظ العقوبة وتنفيذها بكل حزم.. هو أن المتحرش ده «يتجرس» يتفضح اللى تثبت عليه تهمه التحرش تتنشر صورته فى الجرايد القومية علشان أهله وأهل المنطقة اللى ساكن فيها يبقوا عارفين أن عندهم متحرش.. من الآخر دى ناس تخاف ما تختشيش. كده هيبقى عبرة لكل واحد يفكر يتحرش بواحدة وفضيحته هتبقى بجلاجل والناس هتخاف تتعامل معاه وده عقاب يستحقه على جريمته. أما على المدى الطويل، فإحنا محتاجين ننمى الحس الدينى الإسلامى والمسيحى عند الشباب والأطفال.. محتاجين نرتقى بالفن ونفرق بين الإبداع والإسفاف.. . محتاجين نربى ولادنا أن اللى فى الشارع دول ولاد ناس.. محتاجين نرجع النخوة والشهامة تانى.. لأنها للأسف راحت.