أجلت الدائرة 23 مدني باستئناف القاهرة، نظر طلب الرد المقدم من المحامي مرتضى منصور، ونجل شقيقته وحيد صلاح جمعة، ضد المستشار مصطفى حسن عبد الله، قاضي قضية "موقعة الجمل"، لجلسة بعد غد الاثنين، لاستخراج صورة من قرار وزير العدل للتحقيق مع القاضي في بلاغات "منصور" ضده. وتغيب عن الجلسة مرتضى منصور ونجله ونجل شقيقته، بينما حضرت زوجته وزوجة نجله، لمتابعة الجلسة التي بدأت في التاسعة والنصف من صباح اليوم، حيث تحدث منتصر الزيات المحامي عن مرتضى، وطلب ضم الدعويين رقمي 177 و153 والخاصتين بمرتضى ونجل شقيقته وحيد صلاح جمعة، مؤكدا أن وجه الارتباط بينهما أن القضية واحدة والمستشار واحد، وقال "العدالة في خطر بعيدا عن طلب الرد". وأكد الزيات للمحكمة أن قانون المرافعات والإجراءات شمل أربعة حالات لرد المحكمة، من ضمنها الخصومة والمودة وهذه القضية بها خصومة بين المستشار والقاضي المطلوب رده "عاركة بمعنى عاركة"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن هناك 4 دوائر تنحت عن نظر طلب الرد، إضافة إلى تنحي عضو اليمين في الدعوى الأصلية وجميعهم فعلوا ذلك لاستشعار الحرج، واستشعار الحرج يكون لعلاقة بين الطرفين أو ضغوط أو تدخل ما في الدعوى الأصلية وطلبات الرد. وأشار دفاع مرتضى منصور إلى أن آخر حلقة من حلقات هذا النزاع القائم تمثلت في إصدار وزير العدل قرارا بندب قاض للتحقيق مع رئيس محكمة الجنايات المستشار مصطفى حسن عبد الله، في كل تلك الوقائع المثارة وأخطر القاضي بذلك رسميا، وتساءل : كيف يحاكم متهم أمام قاض اتهمه بالتزوير؟، فمرتضى تقدم بمذكرة للنائب العام بها دلائل وبراهين تؤكد ارتكاب القاضي واقعة تزوير بالترك والإخفاء. وطلب الزيات أجلا لإحصار صورة رسمية من قرار وزير العدل بانتداب قاض للتحقيق مع قاضي الجمل، والتمس وقف سير الدعوى الأصلية لحين الفصل في طلب الرد طبقا لنص المادة 162 من قانون المرافعات، مؤكدا أنه قدم الدعوى الخاصة بطلب الرد ل "حماية القاضي من نفسه. وقال دفاع نجل شقيقة مرتضى، وحيد صلاح جمعة، أن القاضي حاد عن الحقيقة، وخرج عن الاتزان ونزل من منصة القضاء إلى الخصومة ومنها إلى محاججة الخصومة فضلا عن التهديد والوعيد وبذلك أصبح عديم الصفة لنظر الدعوى، وأكد أن هناك تزوير قام به القاضي بأن أنكر دليلا قانونيا يقضي باستبعاد مرتضى منصور من الدعوى، حيث أن المحامي العام لنيابات استئناف القاهرة أجرى تحقيقات تكميلية في الواقعة والقاضي المطلوب رده أنكر تلك المستندات ولم يثبتها في محضر الجلسة وقد تم توجيه تهمة البلاغ الكاذب والشهادة الزور ضد جميع من شهدوا ضد مرتضى، حيث أن القاضي لم يفرغ محتوى هذه التحقيقات في محضر الجلسة ولم يطلع الحضور عليها خاصة أن الشهادة تفيد موقف باقي المتهمين، وأخفت المحكمة هذه الأوراق التي تعتبر دليلا يمكن أن يغير سير القضية. وعلى هامش حديث الدفاع، وقعت بعض المناوشات بين المحامين عن المتهمين بسبب أسبقية التحدث للمحكمة، ومقاطعة بعضهم لبعض، مما تسبب في مغادرة أحدهم لقاعة المحكمة، ليكمل دفاع وحيد كلامه، بأن المستشار المطلوب رده تقدم بمذكرة ضد مرتضى تضمنت عبارات سب في حقه واتهمه فيها بالفوضوية، وقدم المحامي صورة رسمية من البلاغ المقدم من مرتضى ضد القاضي والتحقيقات فيها. وقال الدفاع أن مرتضى توجه للمستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس محكمة الاستئناف، وعندما لم يجده في مكتبه توجه لمكتب المستشار طه شاهين رئيس المكتب الفني، ففوجئ بقاضي "موقعة الجمل" يجلس معه، ووقعت مشادة كلامية بينهما في ذلك الوقت، وصفها المحامي ب "العاركة"، وتابعها الجميع، بينما رفض القاضي التنحي بالرغم من إثبات الدفاع في محضر الجلسة اتهام منصور له بالتزوير، فقام المستشار بتغيير الكلمة في محضر الجلسة عقب انتهائها بكلمة "يدعى" بدلا من "يتهم". ولفت الدفاع إلى أن الخصومة الموجودة بين منصور وقاضي الجمل تتأكد بأنه عقب وصول تحقيقات نيابة استئناف القاهرة إلى القاضي فما كان منه إلا أن أصدر قرار بالقبض عليه ونجله ونجل شقيقته، وقدم الدفاع مذكرة بالطلبات وأخرى شرح فيها الأسانيد القانونية لرد المحكمة، و29 حافظة مستندات، ثم رفع الجلسة في العاشرة وخمس دقائق، بينما حاولت زوجة منصور الحديث إلا أن رئيس المحكمة رفض ذلك. وخرجت زوجة مرتضى من القاعة، وقالت ل "الوطن": "إحنا اتظلمنا وربنا هو الأعلم بينا، ما عندناش كلام نقوله غير يارب انصرنا"، في حين أشار دفاع منصور عقب الجلسة إلى أن مرتضى لا يحتاج سوى دقيقتين للحضور إلى المحكمة إذا فصلت في الدعوى وقررت وقف نظر قضية "موقعة الجمل"، لأنه وقتها سيكون قرار ضبطه وإحضاره كأن لم يكن طبقا لنص المادة 162 مكرر من قانون العقوبات. "وفاء ودعاء"، شقيقتا منصور حرصتا على حضور الجلسة، وأثناء رفعها للاستراحة قالتا ل "الوطن": "واثقين في عدل ربنا، واللي فيه مرتضى دلوقتي ده ابتلاء من ربنا لأنه راجل مؤمن وطول عمره بيقول الحق قدام أي حد، والناس كلها قاعدين تحت مكاتبهم، حيفضل شريف طول عمره وضد الفساد مهما حصل له، ومش هيغير موقفه لأنه أكثر واحد بيحب وطنه"، ووجهت شقيقتها منصور رسالة إلى كل من هاجموه وأساءوا إليه: "خافوا غضبة ربنا" ، وأشارتا إلى أن تلك العبارة قالها منصور لأحمد عز وصفوت الشريف وسجنا بعدها بأقل من أسبوع. وأضافت دعاء: "مرتضى راجل وطني صاحب مبدأ، وما حدش يقدر يزايد عليه واللي ادعوا الثورة وباعدوا بلدهم وهما أعضاء في الحزب الوطني وعملاء لأمن الدولة، والراجل اللي عايز يتهم حد يطلع يقول قدام الناس"، واختممت كلامها بجملة "حسبي الله ونعم الوكيل".