نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها على موقعها الإلكتروني اليوم، تفاصيل إلقاء القبض على أحمد أبو ختالة قائد ميليشيات "أنصار الشريعة" الذي يشتبه أنه قاد الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي في سبتمبر 2012، والتي تكشف الأسرار الكامنة وراء هذا الهجوم. وقالت الصحيفة أن شهود عيان رأوه أثناء قيامه بتوجيه تعليمات للمتشددين بقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين، لكنه أثناء اتهامه بذلك قدم أدلة تنفي مسئوليته عن الهجوم. وبالرغم من تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمطاردة منفذي الهجوم، قام "أبو ختالة" بإجراء مقابلات عديدة مع الصحفيين الغربيين، والغريب في الأمر أنه دعا "علنا" مراسل صحفي لتناول الشاي في منزله مع والدته في حي "الليثي" ببنغازي، ولفتت الصحيفة أن "أبو ختالة" قد يساعد في الإجابة على بعض الأسئلة المستمرة بشأن هوية ودوافع المهاجمين، ما يفتح ملفا شائكا من نظريات المؤامرة. ونقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الأمريكيين المطلعين على التحقيقات الجنائية والتقارير الاستخباراتية، وبعض المتشددين الإسلاميين في بنغازي وقادة الميليشيات المتصلين ب"ختالة" بشكل مباشر منذ سنوات عديدة، أنه على الرغم من التكهنات واسعة النطاق حول الدور المحتمل لتنظيم "القاعدة" في توجيه الهجوم، فإنه لا يوجد لدي "أبو ختالة" صلات معروفة حتى الآن بأي من الجماعات الإرهابية الدولية. وقال الشيخ محمد أبو سدرة العضو الإسلامي في برلمان بنغازي، الذي قضى عدة سنوات في السجن مع "أبو ختالة" أنه كان غريب الأطوار، وأضاف "كان يجلس دائما وحيدا في السجن وهو جاهل جدا ولا اعتقد أنه في كامل قواه العقلية"، وأكمل "دائما ما اسأل نفسي كيف أصبح زعيما؟" ويذكر أن "أبو ختالة" أكد في عدة مقابلات صحفية إعجابه بالزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وغيره من قادة التنظيم، بعد أن قضى معظم حياته داخل وخارج السجن متهما بالتطرف في عهد الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. وأصر "أبو ختالة" على أن السياسة الخارجية الأمريكية هي وحدها المسئولة عن الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001. وأشارت الصحيفة أن "أبو ختالة" اشتهر بقناعاته بأن "المسلمين والمسيحيين منهمكين في حرب دينية مستعصية على الحل"، حيث قال في حوار صحفي "العداء موجود دائما بين الأديان"، مضيفا "هذه هي طبيعة الأديان".