"نموت من العطش فى مدينة السياحة، وإن نجونا من الموت عطشًا، يطاردنا الموت بسبب تلوث المياه المخلوطة بمياه الصرف الصحي، الناس الغلابة هناك يعانون من صعوبة شراء مياه الشرب المعدنية"، بهذه الكلمات تحدث أهالي منطقة السنتر الليبي، التابعة لمدينة الغردقة، الذين يعانون من انقطاع مياه الشرب بصفة مستمرة. يقول عماد رمزي، أحد سكان الغردقة، ل"الوطن"، "عشرات الأسر تقاوم العطش يوميًا في منطقة السنتر الليبي، المياه مقطوعة منذ عدة أسابيع، طرقنا أبواب جميع المسؤولين، ولم ينقذنا أحد لأننا لم نكن على الخريطة، نحن مجرد أرقام فس سجلات الحكومة، ليس أكثر من ذلك". ويضيف أن جميع الأهالي يلجأون إلى شراء المياه من شركات تحلية ملك أفراد، يتاجرون في مياه الشرب بالسوق السوداء، موجهًا الاتهام إلى شركة مياه الشرب باللعب من تحت الترابيزة مع شركات التحلية الخاصة، ما يجعلهم يقطعون المياه عن منطقة بأكملها بفعل فاعل. فيما قال الشريف إبراهيم، "أنا من سكان الأحياء الفقيرة المياه تصل إلينا يومي الاثنين والخميس، ونعيش على تخزين المياه، داخل خزانات ملوثة، تعيش فيها الحشرات"، ملمحًا إلى الفساد داخل شركة مياه الشرب، وخاصة أن رئيس الشركة تولى منصبه قبل الثورة بعدة سنوات، مؤكدًا أنه أقوى من المحافظ نفسه، رغم ما يحيط به من فساد. فيما أكد علاء مهدي، أحد سكان منطقة النصر للمشروعات، أن مياه الشرب مختلطة بمياه الصرف الصحي، وتقدم السكان بشكاوى عديدة للمسؤولين دون جدوى، موضحًا أن سكان المنطقة يخزنون المياه داخل "جرادل"، لعدم وجود خزانات ووصل بهم الأمر إلى عمل جمعيات بين كل 4 عمارات، لشراء سيارة مياه تقسم على السكان. وفي السياق ذاته، حاولت "الوطن"، الاتصال أكثر من مرة برئيس شركة مياه الشرب بالبحر الاحمر، المهندس ناجح محمد، لكنه لم يرد على هاتفه.