شاب سخر من مذيعيها.. إذاعة القرآن الكريم 56 عاما من ترتيل كتاب الله

غضب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، بسبب انتشار مقطع فيديو لأحد الشباب يسخر فيه من إذاعة القرآن الكريم على نطاق واسع، وحصد الكثير من التعليقات التي تطالب بمحاسبة الشاب الذي يظهر في تقديم فقرة "ستاند اب كوميدي"، ويسخر من أسلوب مقدمي برامج إذاعة القرآن الكريم لمدة دقيقتين، "أكتر ناس بقى بشوفها بتتكلم بطريقة غريبة هما مذيعين إذاعة القرآن الكريم مش عارف بيتكلموا كده ليه"، وبدأ في تقليد أصوات المذيعين.
تعد إذاعة القرآن الكريم أحد معالم الإعلام في مصر، بتاريخها العريق، فبعد التغلغل الإسرائيلي داخل القارة الأفريقية في الستينيات، وبث نسخ محرفة من القرآن الكريم، قدم علماء الأزهر إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، التي كان يرأسها في ذلك الوقت الإعلامي الدكتور عبدالقادر حاتم، اقتراحًا بإنشاء إذاعة صوتية تبث آيات الذكر الحكيم وتصل إلى جميع فئات الشعب، وعلى الفور وافق الرئيس جمال عبدالناصر على طلب الوزارة بإنشاء الإذاعة، وأصدر قرارًا بتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلى للشؤؤن الإسلامية.
إذاعة القرآن الكريم أنشأها جمال عبدالناصر.. ومر عليها 14 رئيسا
في تمام السادسة صباحًا، من يوم الأربعاء 11 الموافق 25 مارس عام 1964، انطلقت إرسال إذاعة القرآن الكريم لأول مرة، لتكون أول إذاعة في العالم العربي الإسلامي متخصصة في الإعلام الديني، وبدأ بثها للمرة الأولى بالقرآن الكريم من المصحف المرتل بصوت القاريء الشيخ محمود خليل الحصري، ثم من بعده المجيدون للترتيل من قراء مصر والعالم العربي.
في البداية كانت إذاعة القرآن تبثه مرتلًا على فقرتين لمدة 14 ساعة يوميًا، بقرار من الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الثقافة والإرشاد القومي، "الوزارة المسؤولة عن الإعلام وقتها"، بحيث تبدأ الفقرة الأولى من السادسة وتنتهي الحادية عشر صباحًا، فيما تبدأ الثانية من نهاية الأولى حتى الحادية عشر مساءً.
في 24 ديسمبر عام 1965، سجلت الإذاعة مشروع 3 ختمات مرتلة بقراءة حفص عن عاصم لثلاثة قراء، للتنويع في الأصوات المقدمة في التلاوة، ثم أضيفت البرامج الدينية بنسبة 5% من الإرسال في عام 1966، وتمت الموافقة على اقتراح الشيخ محمد حافظ سليمان أحد نواب محافظة سوهاج بمجلس الأمة، بإدخال آذان الصلوات وبرامج تفسير القرآن الكريم وشرح الأحاديث النبوية، وفي العام التالي 1967 سجلت ختمة مرتلة بصوت الشيخ محمود علي البنا.
وبعد نجاح الإذاعة بشكل كبير وانجذاب ملايين المستمعين إليها في الوطن العربي وتحقيق هدفها في نشر التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية وصحيح الدين، زادت مدة الإرسال 5 ساعات لتصل إلى 19 ساعة يوميًا في عام 1973، وانضمت إذاعة القرآن إلى البرنامج العام فى نقل صلاة الفجر على الهواء يوميًا، وشاركت إذاعة القرآن البرنامج العام في إذاعة صلاة الجمعة في عام 1977، ويستمر الإرسال طوال يوم الجمعة دون توقف، وبهذا دخلت فكرة الإذاعات الخارجية على الهواء إلى إذاعة القرآن الكريم.
خلال منتصف الثمانينات، سجلت إذاعة القرآن الكريم مصاحف مرتلة لكثير من القراء، من بينهم أحمد نعينع، محمود حسين منصور، أحمد عامر، الشحات محمد أنور، علي حجاج السويسي، محمود صديق المنشاوي، وفي مايو 1994، تم إقرار استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار 24 ساعة.
وترأس إذاعة القرآن الكريم منذ بداية نشاتها 14 رئيسًا حتى الآن، أولهم محمود حسن إسماعيل وآخرهم حسن مدني الذي تولى في أواخر 2019 حتى الآن، وكانت الدكتورة هاجر سعد الدين السيدة الوحيدة التي ترأست الإذاعة وترتيبها السابع بين الرؤوساء.