على الرغم من أن الزواج هو سنة الكون؛ إلا أن الكثير يعتبرونه نوعًا مختلفًا من التقييد، فكثير من الرجال يخاف من الزواج، بل ويمتنع عنه نهائيًا رغم توفر كل إمكانات الزواج لديه، وقد يبدو هذا الأمر محيرًا قليلاً للمرأة، التي تعتبر الزواج أمر مقدس، حيث تعد فكرة اخيتار شخص محدد تمضي معه بقية عمرها، هي فكرة تنبض بالحب الأبدي. وعلى الرَّغم من أنَّها تطمح إلى فارس أحلامِها، الذي يأخذها بعيدًا إلى عالمٍ أجمل وأفضل، وتبني معه حياتَها الزوجيَّة، إلاَّ أنَّها في نفس الوقت تراها مُتردِّدة حائرة تجاه الإقدام على هذه الخُطوة التي تعتبرها شرًّا لا بدَّ منه، ولا يقتصر هذا التردد على مرحلة ما بعد الخِطبة، حيث نرى الكثير من الفتيات يَمِلْن إلى فسخ الخطبة بالتذرُّع بحجج واهيَة، في الوقت الذي يتزوج الكثير منا بعد انقضاء فترة شبابه ليزوج بأي شخص.. والسلام!! فما الأسباب وراء هذا الخوف الكبير من الزواج؟ 1- المسؤولية: الرجال في الأغلب يتحملون المسؤولية، بل وتتم تربيتهم على هذا النحو، ولكن شعوره بمسؤوليته تجاه أسرته وخاصة ابنائه، قد يشعره بوجود ثقل كبير، لذا يخاف الكثير من الرجال من مسؤولية تربية الأطفال، ويظل يتساءل هل سأكون أبا جيدًا؟، وماذا سأقدم إلى ابنائي؟، هل سأوفر لزوجتي وأبنائي الحياة الكريمة؟، وعلى الجانب الآخر، تخاف الفتاة من نفس المسؤولية وتظل تتسائل، هل ستصبح زوجة جيدة، وأم مثالية، وتعتني بأطفالها جيدًا؟، إنها عدم ثقة بذواتهم، ولعل من أهم أسبابها: عدم معرفة المعلومات الكافية عن التعامل مع الجنس الآخر. عدم وجود الخبرة في كيفية تربية الأطفال، في ظل مجتمع مفتوح يربي فيه الإنترنت والتلفزيون قبل الأسرة. أعباء الحياة المادية الثقيلة التي يمكن تعرقل مسيرة الحياة في أي وقت. 2- المحبطين: وهؤلاء هم من سبق لهم الفشل في الزواج "أو يدعون ذلك"، ويعتبرون كل زيجة علاقة فاشلة مهما كانت، وهؤلاء كثيرون، حيث تري المرأة أن الزواج، مطحنة وإرهاق نفسي وبدني في رعاية الأبناء وتحمل تصرفات وأسرته، وتظل تذكر المساوئ إلى أن تكره الفتاة التي لم تتزوج الزواج وتنفر من تلك العلاقة التى يأتي من ورائها المشاكل، وتجدها بعد كل هذه الشكوى تقول "أنا حامل" للمرة الثالثة أوالرابعة. وكذلك الحال بالنسبة لمجتمع الرجال، فكل رجل يذكر مساوئ الزواج ويحسد أصدقائه الذين لم يتزوجوا بعد بل وينصحهم بعد الزواج أيضا!. 3- الخوف على المستقبل: بالنسبة للرجل وجود الزوجة والأولاد هي كلها مقومات هامة في الحياة، لكن الأهم من وجهة نظره هو عدم زيادة الأمور التي يمكن أن تصعب تحكمه بحياته، فالزواج والأولاد هي أمور تجعل المستقبل مضطربًا بشكل كبير، وتشعره بأن الأمور القادمة ضبابية أكثر، وكذلك المرأة فتشعر بالخوف على مستقبلها وكيف سيكون في ظل أعباء جديدة. 4- فقدان الحرية: الرجال يخافون كثيرًا من فقدان لحظاتهم الخاصة مثل الذهاب إلى المقاهي أو الملعب مع أصدقائهم، أو قراءة الكتب بمفردهم، فهم يشعرون أن الزواج يعني عدم وجود وقت يتمتعون به بالخصوصية، وسوف يفقدون عادة اللعب الجماعي مع أصدقائهم، إلى جانب التخلي عن فكرة أن الرجل جذاب لكل نساء الأرض، وبأنه يستطيع التحدث والخروج مع أي فتاة في أي وقت والخوف من أن يقابل امرأة أخرى، تجعله يقول: "ماذا لو لم أكن متزوجا؟"، وعلي الجانب الآخر تخاف المرأة من أن تفقد أصدقائها وأوقات هواياتها وميولها و تنسى تحقيق ذاتها وهي تعتنى وترعي زوجها وأولادها وتذوب روحها في كل ذلك، ولا تجد نفسها في النهاية سوى شبحًا يلبي مطالب من حوله. 5- التغيير: يخاف الرجال كثيرًا من محاولة تغيير النساء لهم، فعادات مثل التدخين أو السهر أو التبذير هي عادات ضارة ولكن الرجال يرفضون التغيير، وأيضا تخاف الفتاة من التغيير من فقدان عملها بسبب كثرة الأعباء والمهام أو فقدان مركزها الاجتماعي أو تغيير من عاداتها الحياتية للتوافق مع عادات زوجها. وللحديث بقية...