ازداد السخط والهجوم على ثوار يناير الذين أطلق عليهم فلول النظام الأسبق لقب «شمامى الكُلة»، بالتوازى مع الاحتفال بنجاح «السيسى»، ظناً منهم -فى غير محله- أنهم بنجاحه ملكوا الأرض ومن عليها، فازدادوا طغياناً وعتواً، وكأنهم لم يعوا بعد أنهم انتقصوا من شعبية الرجل بتصدرهم المشهد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بل إنهم لم يدركوا بعد أن الفضل يرجع إلينا فى كل ما أتاهم من خير. فنحن الذين رفضنا التوريث، وتظاهرنا اعتراضاً على تزوير انتخابات برلمان 2010، وعلى تجبر الداخلية، ونحن الذين دعونا إلى ثورة يناير، وواجهنا الموت فى جمعة الغضب، ورابطنا 19 يوماً فى الميدان حتى خُلع «مبارك»، ودعونا إلى مليونيات «الثورة مستمرة»، ورفضنا انتهاكات المجلس العسكرى، وتظاهرنا فى أحداث مجلس الوزراء وقتما رفع الإخوان شعار الانتخابات أولاً، واكتفى الفلول «بالفرجة» على ما يحدث من أمام شاشات التليفزيون، نحن الذين نددنا بمقتل عماد عفت وجيكا، والجندى، وكل زملاء الميدان الطاهرين الذين سبقوا إلى التصديق، فسبقوا إلى حياة الخُلد، نحن الذين واجهنا الرصاص وقنابل الغاز، رافعين شعار: «يا تموت وإنت واقف يا تعيش وإنت راكع»، نحن الذين رفعنا شعار: «اليأس خيانة» طوال عامين، لم تتوقف خلالهما حناجرنا عن الهتاف: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، نحن الذين أرشدناهم للطريق إلى صناديق الاقتراع التى لم يعرفوها قبل يناير، نحن الذين دعونا إلى الاعتصام أمام قصر الاتحادية وضُربنا أمامه، وكنا أول من وقع على استمارات «تمرد»، وأول من حشد ل30 يونيو، التى تُعد أولى مشاركات الفلول الفعالة بعد تظاهرات «مصطفى محمود»، و«العباسية» الهزيلة، وإن كنت أعترف، أنه لولا اتحاد الثوار والفلول ما كانت 30 يونيو لتؤتى ثمارها، ولكن دعونى أسئلكم: خرجنا نحن فى يناير، حاملين قلوبنا على أيادينا، وخرج الفلول معنا فى 30 يونيو، حاملين الصواريخ الملونة.. هل نستوى مثلاً؟! نحن أصحاب الحلم والفكرة والفعل، وأنتم مدينون لنا بفرحتكم، لولانا ما خُلع «مبارك»، وما تولى «السيسى»، فكفوا ألسنتكم عنّا، لأنها قبلنا لم تعرف إلا الصمت وبفضلنا تعلمت النطق.. نحن (الكلّجية) الذين غيروا تاريخ مصر.. ونفتخر.