لأعوامٍ عدة تحملت مرارة الفقر وقسوة الألم، ليزيد عليهما المرض الذي تفشى في جسدها النحيل، فأحنى ظهرها وأشقاها حتى نسيت طعم الفرح والعافية، وحفر الحزن ملامحه على وجهها العجوز، لتقودها خطواتها البطيئة غير المحسوبة، بينما يتجول عقلها بحثًا عن العلاج، إلى لقاءٍ مفاجئ غيّر حياتها. صدفةٌ غير مرتبةٍ، قادت السيدة المسنة "مكسورة القلب" كما وصفت حالها، إلى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما لاحظ مرورها بالقرب من أحد المواقع الإنشائية لمشروعات الطرق والمحاور والكباري في مناطق جسر السويس، ومصر الجديدة ومدينة نصر، التي كان يتفقدها بعد ظهر أمس، ليبادر بالحديث معها ويرسم البسمة على وجهها، ويُدخل البهجة إلى حياتها. "أنا تعبانة، عندي قلب وسكر وضغط وكبد، ومحدش ساعدني".. بصوتٍ متهدجٍ ممتزج بالألم، اشتكت السيدة بخيتة سوء حالتها الصحية للرئيس، ليسارع السيسي من جديد بتقديم يد العون والدعم لها، على غرار الكثير من البسطاء الذين وجَّه بتقديم العلاج لهم، قائلًا: "عنينا ليكي يا أمي"؛ ليُدخل سعادة لا تُوصف لروحها، ما جعلها ترتبك محاولة المغادرة. أصرَّ الرئيس السيسي على استكمال حديثها قائلًا: "استني انت عاوزة تمشي؟!"، لترد السيدة على الرئيس داعية له: "إن شاء الله يراضيك"، وعقب ذلك توجهت الأجهزة المعنية على الفور إلى منزل السيدة المسنة، لتقديم العلاج اللازم لها. ساعاتٌ قليلة مرت على تكليف الرئيس بمساعدتها، وظهرت السيدة المسنة مرة أخرى في أثناء نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، لتتبدل ملامحها حتى بدت أصغر سنًا، وظهرت البسمة عليها استعدادًا لبداية العلاج، لدرجة أنها تمنت لو استطاعت أن تزغرد فرحًا، لكنها قالت: "مش هنعرفوا نزغرط قلبنا مكسور.. طول عمرنا في الشقى". والتقى بها شباب من حزب مستقبل وطن، وتحدثوا معها في مقطع فيديو آخر، قائلين لها: "من بعد ما قابلتي الرئيس السيسي وجّه إننا نجيلك ونحققلك اللي انتي عاوزاه.. هنروح للمستشفى دلوقتي ومش هنسيبك غير لما نطمن عليكي"، لترد السيدة عليهم بالدعاء للرئيس السيسي قائلة: "ربنا يفرحه بولاده.. ندهلي وقال هاتوا الست اللي معدية.. ربنا يستركم ويحميكم". وأضافت السيدة المسنة، في الفيديو الثاني عقب وصولها المستشفى: "شكرًا يا سيادة الرئيس.. جابوني وودوني المستشفى.. ربنا يبارك لك في عيالك ويكفيكم شر ولاد الحرام ويحميكم وينجيكم.. ريحوني وجابوني المستشفى ووقفوا معايا لحد ما بقيت دلوقتي نايمة على السرير.. ربنا يخليك".