يوسف محمد أمين والي موسى ميزار، هذا هو الاسم الكامل ل يوسف والي وزير الزراعة الأسبق الذي وفاته المنية، صباح اليوم السبت، عن عمر يناهز ال89 عامًا، طاردته الاتهامات والقضايا خلال مسيرته بسبب عمله السياسي الممتد قبل ثورة 25 يناير 2011. كانت أبرز الشائعات التي التصقت ب والي أنَّ أصول أسرته "يهودية" وهو ما ردده من قبل في تصريحات تلفزيونية عقب ثورة 25 يناير، مرشد تنظيم الإخوان الإرهابي محمد بديع، إلا أنَّ الغريب هو تناقل صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسم يهودي ل"والي" هو "جوزيف أمين والي موشيه ميزار مزراحي". إلا أن الحقيقة بحسب ما ذكره "والي" في حوارات صحفية، أنَّ تلك افتراءات، وأن شجرة عائلته تعود لأصول عربية نزحت من الحجاز لتستوطن في محافظة الفيوم، ومرت أسرة "والي" بثلاث مراحل، شكّل الأولى جده "موسى ميزار"، والثانية جده الآخر "مصطفى والي"، والثالثة مرحلة والده وصولًا إليه. جده ساند الثورة العرابية ومات على سجادة الصلاة.. وعبدالناصر رفع الحراسة عن أملاك أسرته وورث عن والده 107 أفدنة فجده هو "موسى ميزار" كان من كبار أعيان "الفيوم"، وسمي "ميزار" تيمنًا بأحد شيوخ الصوفية من أتباع الطريقة الشاذلية، الذي له مقام معروف بالقرب من بحيرة قارون، وتعود أصولهم إلى قبيلة الحنابشة التي وفدت من أرض الحجاز واستوطنوا الفيوم، وهذه القبيلة هي بطن من بطون بني كلاب في الجزيرة العربية. وكان يمتلك جده "موسى ميزار"، 35 ألف فدان في غرب الفيوم، والذي ارتبط بالثورة العرابية ورغبت الدولة في ذلك الوقت في محاكمته إلا أنَّه توفي قبل المحاكمة، فصادرت أملاكه وحبست أبنائه فترة من الزمن، ويقال إن جده مات وهو يصلي على السجادة حزنًا على هزيمة أحمد عرابي، حيث كان أحد المشاركين في تمويل الثورة العرابية، وأرسل قطارًا محملًا بالخيول والأقمشة والحبوب ومنحة مالية وسلمها نجله "حافظ" إلى "عرابي" في ثكنات قصر النيل وقتها. وكان "موسى ميزار" أول مأمور لمركز أبشواي وأول من أدخل زراعة السمسم والتيل فى الفيوم، ومنحه محمد علي باشا، رتبة الأغا لمجهوداته في الزراعة. المرحلة الثانية في تاريخ العائلة يمثلها جده "مصطفى والي" الذي وضع يده على 16 ألف فدان بعد ذلك كأراضي صحراوية، وشرع في مد ترعة "بحر حافظ ميزار" إليها لمسافة أكثر من 20 كيلومتراً، كما زرع أول مناطق قارون فى عزبة والي، إلا أنه استدان من أحد البنوك الإنجليزية مبلغ 70 ألف جنية لتكبير مشروعه وخسره، وأفلس البنك أيضًا، ما أدى إلى وضع الأرض تحت الحراسة تمهيدًا لبيعها، وظلت العائلة في مشاكل إلى أنَّ تمّ الصلح مع البنك وأملاك الدولة، وتقلصت المساحة وتم توزيعها على الورثة. أما والد يوسف وهو "محمد أمين ولي"، والذي تزوج من السيدة "زينب محجوب الجارحي من عائلة الجارحي المعروفة بمركز يوسف الصديق بالفيوم، ورزق منها بسبعة أبناء ذكور وابنتان، كان يمتلك 1500 فدان، إلى أن صدرت قوانين الإصلاح الزراعي، فانخفضت الملكية إلى 1100 فدان، كانت مجزأة على أولاده، وبعد وفاته عام 1966، فرضت الحراسة عليه حتى رفعها الرئيس جمال عبدالناصر 1968، وكان نصيب "يوسف والي" من تلك الأراضي 107 أفدنة انخفضت إلى 50 فدانًا بقرار شخصي منه خلال تولي مهام كرسي وزارة الزراعة وذلك عام 1988، قبل أن تنخفض مرة أخرى إلى 35 فدانًا فقط. وشغل يوسف والي منصب أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي المنحل وأشهر من شغل منصب وزير الزراعة واستصلاح الاراضي في الفترة من 1984 إلى 2000، وهو خريج كلية الزراعة، ولم يتزوج، ورشح نائبا في مجلس الشعب عن دائرة الشواشنة في محافظة الفيوم، كرمه الرئيس جمال عبد الناصر بجائزة الدولة عام 1968 كما كرمه الرئيس أنور السادات بجائزة الدولة عام 1977.