القاعدة الوحيدة التى تحكم علاقة أحمد علام، 40 عاما، بالأطفال هى «ممنوع إعطاء الأوامر للطفل»، حتى يستطيع أن يبدع بحرية ودون قيود. علام الشهير ب«توت» عاشق للأطفال وللفن، حاول دمجهما معا فى مكان صغير، عبارة عن حجرة واحدة، يُعلم فيها الأطفال الفنون بكل أنواعها. غرفة «توت» مختلفة نوعا عن باقى الحضانات، فلن تجد على الجدران دهانات زاهية أو ملصقات لشخصيات كرتونية يحبها الأطفال، بل أحجار صماء باللون الرمادى: «تعمدت أن يكون تصميم المكان بهذه الطريقة ليعطى الأطفال حرية أكبر فى الرسم والتلوين على الأرضيات والحوائط، ففى هذا المكان لا يوجد شىء ممنوع، إذا أراد الطفل أن يرسم على أحد الجدران فله ذلك دون تردد، وأفاجأ بأن الأطفال يبدعون فى الرسم والتلوين بهذه الطريقة، والجدران الرمادية تحولت إلى ألوان زاهية، حتى الطاولات الخشبية استخدمها الأطفال فى الرسم والتلوين. أعلِّم الأطفال العديد من الفنون، لكن الرسم على الحيطان والزجاج أكثر ما يقبلون عليه، لأنهم يرون تلك الفنون غير تقليدية ولا يمكنهم القيام بها فى منازلهم». علام بالأساس خريج كلية حاسبات ومعلومات، لكنه منذ صغره يحب كل ما هو فنى، ويجمعه بالأطفال تفاعل خاص، ومن هنا جاء اسم «توت» الذى أطلقه عليه المحيطون به، لحبه للشخصية الفرعونية، وأيضا لسهولة نطقه عند الأطفال: «اسم توت بيشيل الحواجز بينى وبين الأطفال، وبيقربنى منهم». وإلى جانب الرسم والتلوين يعطى توت دروسا فى أغلب أنواع الفنون للأطفال، حيث تجد فى جانب الغرفة مكانا لصنع الفخار، وهناك ورشة صغيرة عن كيفية تدوير الورق وإعادة استخدامه، وفى جانب آخر تجد من يُعلم الأطفال فن الموزاييك والحفر على الخشب، وذلك فى تناغم واضح بين جميع الفنون. المكان يجمع الأطفال بدءا من عمر عامين حتى التاسعة أو العاشرة، يستقبل أسئلتهم التى تبدأ بكيفية دمج لونين معا، مرورا بالأسئلة عن الثورة والحياة السياسية فى مصر، وانتهاء بأسئلة من نوعية: «يا توت أنا عايزك تبقى بابايا». يقول توت: «سافرت إلى العديد من دول العالم، وتعاملت مع الأطفال، وأنا متأكد أن الأطفال فى أوروبا ليسوا أذكى منا، لكنهم يوفرون لهم الفرصة والأجواء المناسبة للإبداع والتطور».