الألوان الهادئة, والمبهجة, والخلابة, هبة الطبيعة للأطفال, فهي- بما ابدعه الخالق- تسمو بروحهم وتغذي أعصابهم وتريح مشاعرهم وأحاسيسهم, فتساعدهم علي النمو الطبيعي, كما أن تكوين مفاهيم ومهارات الأطفال وطريقة تفكيرهم وحل مشكلاتهم تتوقف علي مايحتاجونه ومايحيط بهم من ألوان بما في ذلك الألعاب الملونة وهو مايؤكده د. أيمن فاروق عبد العظيم الأستاذ بقسم التصميم كلية التربية جامعة حلوان. ولأن الألوان علم قائم بذاته.. فقد أجريت العديد من الدراسات التي أثبتت فوائد وفاعلية العلاج بالفن والرسم بالألوان, وأثر الألوان وطاقاتها علي عقل ونفس الطفل, ومدي تأثيرها علي حالته المزاجية, فمراكز الإحساس والشعور بالمخ تتأثر بإنعكاس آشعة غير مرئية تصدرها الألوان, ومن ثم عندما تتأثر هذه المراكز بهذه الأشعة يكون لها أبلغ الأثر علي الحالة المزاجية للطفل- علي إعتبار أنه كائن صغير يسهل التأثير فيه- كما أن الإحساس بالسعادة لدي الأطفال أو عدم شعورهم به, وإحساسهم بالراحة والإطمئنان او شعورهم بالإرهاق, إنما يرجع دائما للألوان التي تراها أعينهم علي الحوائط والجدران, ففي تجربة حديثة وضع العلماء عدد من الأطفال الصغار في غرفة لونها رمادي, ووضع عدد آخر مساو له في غرفة اخري لونها اصفر, وتبين أن الأطفال الذين وضعوا في الغرفة الصفراء الزاهية كانوا بعيدين عن المرض والإرهاق, بينما الأولاد الذين وضعوا في الغرفة الرمادية الباهتة الألوان أصيبوا بالسعال والعطس وعانوا بصورة عامة من الكسل. و يبدأ إدراك الطفل للألوان في شهره الثالث بالتعرف علي الألوان, و التأثير السيكولوجي عليه وتحقيق النمو الشامل المتكامل له يتكون أثناء لعبه في حجرته وسط باقات من الألوان الزاهية الجميلة علي جدران غرفته, وسريره ودولابه, مكتبته والعابه, حيث يتزود العقل بالمعلومات والمهارات والخبرات من خلال أسس تصميم الألوان وتوزيع عناصرها داخل الغرفة, ومن المؤكد أن الألوان المحببة للبنات تختلف إلي حد ما عن الألوان المحببة للاولاد, فتميل البنات إلي الألوان الهادئة والوردية والتي تساعد علي تقارب المشاعر, بينما يميل الأولاد إلي اللون الأزرق وهو لون يوحي بالهدوء والإسترخاء, وله دور في تهدئة الأعصاب لذا فهو يناسب الشخصيات المشاكسة وكثيرة الحركة منهم, ولأنه لون بارد يخفف من إنفعالاتهم فيفضل إستخدامه علي الجدران التي تجاور آسرتهم, اما الأطفال الذين يتمتعون بقلة النشاط فمن الأفضل استخدام اللون الأصفر علي جدران الغرف الخاصة بهم, لأنه يحفز نشاطهم الفكري ويبقي أذهانهم منتبهة ويساعدهم علي الإبداع في الرسم والتخيل, فاللون الأصفر الذي يجمع بين الدفء والمرح هو رمز الفكر والذكاء والفطنة والقدرة علي التخيل, كما تظهر أهمية اللون الأحمر في إيقاظ أذهان الأطفال وإثارتها, ولأنه لون يرتبط بالصحة والنشاط والحيوية, فهو يلفت الإنتباه ويفتح الشهية, لذلك ينصح بإستخدامه في دهانات غرفة الطفل لكن بجوار حائط ركن اللعب لايستخدم بجوار جدار السرير, وعلي العكس من ذلك فإن اللون الأخضر يفضل إستخدامه كدهان بجوار السرير لأنه لون يتميز بالهدؤ ومضاد للتوتر, وهو يضفي مسحة من السكون والطمانينة علي الطفل الموجود في الغرفة, كما أن اللون البرتقالي لون دافيء ومشرق وملفت ويثير حوار الطفل ويعلمه الكلام بسرعة وهو يرمز إلي الطاقة, أما اللون البنفسجي الرائع فيبعث علي هدوءه ويمنحه النظرة المنتعشة للحياة ويساعده علي التفكير العميق ويمنحه الحكمة والقدرة علي الإبتكار والجدل, واللون الأبيض رمز الهدؤ والنقاء ولأنه يشمل كل ألوان الطيف الضوئي, فهو لون محايد يتلائم معه كل الألوان المستخدمة في غرف الأطفال ويعطي طفلك شعورا بالمثالية.. والملائكية.!