توافد آلاف السوريين إلى سفارة بلادهم في لبنان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم في دول الاغتراب، ما تسبب أزمة سير خانقة على الطرق، واحتجاز المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى في سياراتهم وتأخر الطلاب عن مدارسهم وامتحاناتهم. وأفاد صحافيو وكالة "فرانس برس" أن آلاف السوريين يشاهدون في الشوارع والطرق المحيطة بالسفارة السورية في "اليرزة" شرق بيروت يحملون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد، يتوجهون إلى مقر السفارة بعضهم سيرا على الأقدام والبعض الآخر في حافلات وسيارات. ونشر الجيش اللبناني حواجز عدة في المنطقة، ويقوم بإجراءات تفتيش دقيقة. وعلق اللبنانيون في زحمة السير منذ 6 صباحا. وتبث الإذاعات اللبنانية نداءات من هؤلاء يناشدون القوى الأمنية فتح الطرق، لا سيما أن العديد من التلامذة الذين يفترض أن يقدموا اليوم امتحانات البكالوريا الفرنسية لم يتمكنوا من الوصول إلى مراكز الامتحانات. كما لم يتمكن كل تلامذة المدارس من الوصول إلى مدارسهم في المنطقة. وكتب على صور بشار الأسد الذي ستكرس الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو داخل سوريا بقاءه في السلطة، عبارات إشادة بينها "تاج الوطن" و"أسد العرب" و"بالدم بالروح، نفديك يا بشار". ويرفع العديد من السوريين شارات النصر، ويلوحون بالأعلام من نوافذ الحافلات. وصرخ شاب في اتجاه مصوري وكالة "فرانس برس" وهو يطل برأسه من نافذة حافلة نقل "أين هم أصدقاء سوريا؟ ليأتوا ويروا هذا المشهد!". ووصفت دول عدة داعمة للمعارضة السورية الانتخابات الرئاسية ب"المهزلة"، ورفضت دول عربية وغربية تنظيم الانتخابات على أرضها. وقطع التلفزيون الرسمي السوري برامجه مرات عدة منذ الصباح ليقوم بنقل مباشر من داخل السفارة السورية في لبنان، حيث "الإقبال كثيف وتخطى كل التوقعات"، بحسب مراسلي التلفزيون. وتشاهد صفوف الناخبين داخل السفارة في انتظار الإدلاء بأصواتهم. ويقوم الجيش بإجراءات تفتيش دقيقة على حواجزه المنتشرة في منطقة السفارة، ويعمل على مصادرة كل ما يمكن أن يستخدم في أعمال شغب، حتى الأعلام، يأخذ منها العصي الخشبية الصغيرة التي ترفع عليها ويترك العلم لأصحابه. كما تسجل زحمة سير خانقة على الطرق العامة المؤدية إلى مداخل بيروت من جهات الشرق والشمال والجنوب. وقال مصور لوكالة "فرانس برس" إن مواطنين سوريين يتجمعون في صربا في منطقة جونية (15 كم شمال بيروت)، ويستقلون الباصات وهم يحملون أعلاما سورية وصورا للأسد وأعلاما لحزب الله اللبناني، في طريقهم إلى بيروت للتصويت. وشوهدت حافلات عديدة انطلقت من منطقتي البقاع (شرق) والجنوب، وهما منطقتان يتمتع فيهما "حزب الله"، حليف النظام السوري، بنفوذ واسع.