امتزجت مشاعر الحزن والفخر لدى جماهير ومسئولى فريق ليفربول الإنجليزى لكرة القدم على خلفية التقرير الذى ظهر مؤخراً يبرئ مشجعيهم من أى تورط فى كارثة ملعب «هيلزبروه» التى وقعت عام 1989 والتى تسببت فى وفاة 96 مشجعاً خلال مباراة ليفربول مع نوتنجهام فورست فى الدور قبل النهائى ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزى، عندما فتحت بوابة صغيرة فى استاد هيلزبروه فاندفعت الجماهير بشكل عشوائى وهو ما أسفر عن وقوع الكارثة. وقال توم ويرنر رئيس النادى الإنجليزى فى تصريحه: الآن عرف العالم الحقيقة، وبالنيابة عن نفسى وعن ملاك النادى أنعى الضحايا فى هذا اليوم الذى تظهر فيه براءتهم من اتهامات التورط فى القضية التى هزت العالم بالكامل. كان تقرير مستقل لأحداث الكارثة قد أكد أن «إخفاق الشرطة فى السيطرة» على الأحداث كان السبب الرئيسى فى سقوط الضحايا، وألقى التقرير المكوّن من 395 صفحة الضوء أيضاً على التستر من قِبل السلطات التى سعت بانتظام إلى إلقاء اللوم على المشجعين أكثر من الشرطة وخدمات الإسعاف، كما أشار إلى تقديم أدلة فيها تغييرات جوهرية خلال التحقيقات العلنية بالكارثة. وظهرت هذه الحقائق بعد 23 عاماً من الكارثة التى أدت إلى مصرع 96 مشجعاً من جماهير ليفربول إضافة إلى 766 جريحاً، وذلك نتيجة التدافع من أجل حضور المباراة رغم أن القسم المخصص لمشجعى ليفربول قد وصل إلى كامل سعته. ووجد تقرير اللجنة المكونة من سبعة أعضاء، على رأسهم أسقف مدينة ليفربول، أن الشرطة حاولت التخفيف من الضغط الناجم عن تدافع الجمهور خارج الملعب من أجل الدخول إلى القسم المخصص لليفربول، فقامت بفتح مدخل من أجل تسهيل دخول المشجعين فدفع من كان متواجداً أصلاً فى المدرجات الثمن لأن التدافع الآتى من الخلف ألصقهم بسياج الملعب وأدى إلى مصرع 94 منهم فى مكانهم قبل أن يفارق اثنان آخران الحياة فى المستشفى. من جهته تقدم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون باعتذاره إلى عائلات الضحايا الذين قضوا فى المأساة وعما سماه «الظلم المزدوج» الذى عانوا منه، وقال «كاميرون» أمام مجلس العموم البريطانى: «باسم الحكومة -والدولة بأكملها بطبيعة الحال- أنا متأسفٌ جداً على هذا الظلم المزدوج الذى بقى دون تصحيح لفترة طويلة». وأشار «كاميرون» أمام البرلمان إلى أن الشرطة حاولت مراراً أن تخفى البراهين التى تكشف عن أنها تتحمل مسئولية ما حصل، كما سعت إلى تحميل المشجعين المسئولية الكاملة فى هذه المأساة. وكشف «كاميرون» أيضاً عن أنه كان هناك تقصير من قِبل رجال الإسعاف أيضاً لأنه كان بإمكانهم إنعاش بعض الضحايا لو قدموا لهم المساعدة بشكل أسرع. من جانبه، قال ستيفين جيرارد، قائد ليفربول، الذى توفى ابن عمه البالغ من العمر 10 سنوات وقتها خلال تلك الحادثة فى بيان نشره على موقع النادى: «إن الشجاعة التى أبداها العائلات والناجون من هيلزبروه هى مثال لنا جميعاً، فالاستمرار لمدة 23 عاماً للحصول على الحقيقة وتحقيق العدالة هو أمر رهيب، وبصفتى ضمن إحدى العائلات التى عانت من الأزمة أستطيع أن أشعر بما مر به الجميع من المتضررين، ولكن الأهم أن العالم أجمع عرف الحقيقة، وأتمنى أن يسهم ذلك فى تحقيق راحة نسبية لأسر الضحايا».