لم يكن مشهداً غريباً على الفنانين الحاضرين فى لقاء المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، أن يشاهدوا المرشح الرئاسى يترك منصة القاعة متوجهاً صوب صاحبة الوجه الدقيق، أو أن يحتفى بها بشدة، وسط تصفيق حار من جميع الحاضرين للمشهد الاحتفائى الذى جمع «السيسى» بسيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة. احتفاء «السيسى» بالفنانة «حمامة» لم يقتصر على استقبالها فقط، وإنما تضمن الإشارة إليها أكثر من مرة خلال حديثه الذى امتد لثلاث ساعات كاملة، كلما أراد ضرب مثل بدور الفن الراقى فى تشكيل الوعى والوجدان للجماهير، لافتاً إلى أن الجميع كان يلتف حول سينما الستينات لما كانت تقدمه من إبداع يرتقى بمشاعر الجمهور وبفكرهم. فاتن حمامة، التى كانت مقلة فى ظهورها بالمناسبات العامة منذ فترة طويلة، جاء حضورها لقاء «السيسى» ليمثل الظهور الثانى لها فى أقل من ثلاثة أشهر، حيث سبقه حضورها لتكريمها فى حفل عيد الفن مع الرئيس عدلى منصور. حفرت فاتن حمامة اسمها فى وجدان المشاهدين بحروف من ذهب على مدار تاريخها الطويل، رغم ابتعادها حالياً عن ساحة الفن، وكذلك عن شاشة التليفزيون الفضية، منذ ما يقرب من العشرة أعوام، حينما قدمت مسلسلها الأحدث «وجه القمر»، الذى أنتج فى سنة 2000. وكانت فاتن حمامة قد أعلنت فى أكثر من مقابلة صحفية لها عن تفاؤلها بمستقبل مصر فى الفترة المقبلة، وأفصحت دون مواربة عن أن صوتها سيذهب للمرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى، لافتة إلى أنها ستطمئن على مستقبل مصر ومستقبل أحفادها فى ظل وجوده، بعدما وصفته ب«الرجل الصادق». فاتن حمامة، التى ولدت بالمنصورة فى 27 مايو 1931، شكلت علامة فارقة واستثنائية فى تاريخ السينما المصرية والفن السابع العربى «السينما»، حيث ساهمت من خلال أعمالها السينمائية والتليفزيونية فى رسم صورة مختلفة للمرأة لم يسبق أن كانت موجودة قبل فترة وجودها بالوسط الفنى، فعندما بدأت مشوارها فى السينما المصرية، كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية فى الأفلام تمشى على وتيرة واحدة، وكانت معظم الممثلات فى ذلك الوقت يجدن الغناء أو الرقص، ولكن جاءت «فاتن» بأدوارها المختلفة لتأخذ السينما إلى منحى آخر جديد، جعلها تستحق عن جدارة لقب «سيدة الشاشة العربية».