سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء سيد شفيق: أخذنا فى الاعتبار أكثر السيناريوهات تشاؤماً ليسهل التعامل معها مساعد الوزير ل«الأمن العام»: القضاء على الإرهاب فى مرحلة «الفنش».. ولن نسمح بتعطيل الانتخابات حتى لو كان الثمن أرواحنا
شمالاً وجنوباً، فى أقصى الشرق، وبعيداً فى الغرب، فى كل مكان تقريباً داخل مصر، يتابع اللواء سيد شفيق، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، على مدار ال24 ساعة الحالة الأمنية للبلاد، لا تتوقف الاتصالات الهاتفية، منه وإليه، كما لا تتوقف زياراته الطويلة للأماكن الملتهبة أمنياً، سافر إلى الشرقية وقضى فيها ما يقرب من الشهر، ثم فعلها ثانية فى أحداث أسوان بين قبيلتى الدابودية والهلايل، حيث أقام هناك 15 يوماً. لا يتوقف الرجل عند حدود مكتبه، وكثيراً ما يرى أن الاكتفاء بمتابعة الوضع الأمنى هاتفياً نوع من الترف فى الأيام الصعبة التى تمر بها البلاد، لذلك شارك اللواء شفيق فى عمليات أمنية كبرى، كان أخطرها عملية مداهمة وكر خلية أنصار بيت المقدس فى قرية عرب شركس بالقليوبية، وتولى بنفسه قيادة القوات التى نفذت العملية، وكما يقول: «قصمت ظهر الإرهاب فى مصر». لا يغادر اللواء شفيق مكتبه إلا إلى الشارع أو للضرورات القصوى، عيناه تراقبان الوضع فى كل شبر من أرض مصر، تسأله عن أسرته وحياته الخاصة، يضحك ويقول: «ما أنا فى وسط أهلى.. الشعب كله أهلى»، ثم يضيف: «إن شاء الله عن قريب نحتفل بانتخابات الرئاسة».. من هنا بدأت «الوطن» حوارها معه قبل أيام من انطلاق ماراثون «الرئاسة» داخل مصر. ■ بصفتك أحد القيادات الأمنية فى وزارة الداخلية، بماذا تشعر والانتخابات على الأبواب؟ - أولاً أنا متفائل جداً، والحمد لله لدىّ أمل كبير فى الله، وفى الشعب المصرى أن تمر الانتخابات بسلام وهدوء وبشكل حضارى، يكون مصدر فخر لنا جميعاً، لكن هذا لا يمنع وجود شىء من القلق الإيجابى، أشعر به كرجل أمن محترف، وهو ما يدفعنى، أو يدفعنا كلنا فى وزارة الداخلية للاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، واتخاذ التدابير على أعلى مستوى، لكن ما يهمنى أكثر هو شعورى بأن المواطنين الذين سيخرجون للإدلاء بأصواتهم هم أمانة فى أعناقنا، لذلك لا نغادر مكاتبنا ونصل الليل بالنهار من أجل تهيئة جو آمن فى الانتخابات. ■ هل هناك إجراءات جديدة للتأمين؟ - الحمد لله، انتهينا من وضع خطة أمنية غير مسبوقة بالتنسيق مع القوات المسلحة لتأمين للانتخابات، ولدينا استعداد تام لأى حدث طارئ. ■ ماذا تقصد ب«خطة غير مسبوقة»؟ - ما أعنيه بها، أن خطة التأمين جديدة كلياً، سواء فى أعداد القوات المشاركة فيها، أو الأسلحة أو المدرعات والعربات المصفحة وجميع التجهيزات. ■ إذن، الخطة ستكون أقوى من خطة تأمين الاستفتاء؟ - بالفعل خطة تأمين انتخابات الرئاسة ستفوق خطة تأمين الاستفتاء بمراحل، لأننا مصممون على استحضار جو من الأمان الكامل، خلال إدلاء المواطنين بأصواتهم، ولن نسمح إطلاقاً بتعكير صفو الانتخابات مهما كان الثمن، ومهما كلفنا ذلك، حتى لو كانت أرواحنا هى ذلك الثمن، لأن المصريين الذين خرجوا فى ثورة شعبية فى 30 يونيو، وأذهلوا العالم يستحقون منا الكثير. ■ وما إجراءات التأمين؟ - هناك اجتماعات متواصلة، مع كل القيادات المعنية، بقيادة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وضعنا خلالها بالفعل خطة على أعلى مستوى للتأمين، وأخذنا فى الحسبان أننا لا نضع خطة لتأمين الانتخابات فحسب، وإنما خطة لتأمين عبور مصر إلى المستقبل، وأخذنا خلالها كل الاحتمالات فى الاعتبار، ورسمنا عشرات السيناريوهات حتى أكثرها تشاؤماً حتى يكون بإمكاننا التعامل معها، ووضعنا عدة أهداف، فى مقدمتها أن روح كل مواطن يخرج للتصويت أمانة فى أعناقنا. ■ وما عناصر تلك الخطة؟ - الخطة بدأت بالفعل بتوجيه ضربات استباقية، حيث انتقلنا من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم لتحقيق الأمن الوقائى، وبالفعل تتحرك أجهزة الوزارة حالياً بالتعاون مع القوات المسلحة، ونجحنا بفضل الله فى القبض على خلايا إرهابية كثيرة، أهمها ما أعلن عنه وزير الداخلية فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مؤخراً، وكان المتهمون فى تلك الخلايا يخططون لإفشال الانتخابات الرئاسية، وباقتراب موعد الانتخابات نتسلم كأجهزة أمنية اللجان قبلها ب24 ساعة لتعقيمها وفحصها جيداً مع استمرار إجراءات الفحص والتعقيم على مدار يومى الانتخابات فى 26 و27 مايو الحالى، وهناك قوات كافية من مختلف القطاعات أمام اللجان وفى محيطها، بالإضافة إلى بوابات إلكترونية وأجهزة حديثة للكشف عن المفرقعات، وسيكون هناك حرم آمن لكل لجنة فى حدود مائتى متر، فضلاً عن قوات حاكمة أو ارتكازات إضافية فى محيط المراكز الانتخابية. ■ ما معنى «حرم آمن» أمام كل لجنة؟ - حرم آمن للجنة، يعنى مكاناً آمناً حول اللجان والمقرات الانتخابية، يمنع وقوف العربات أو الدراجات البخارية فيه، أو الباعة الجائلين، ولن يسمح بدخول حرم اللجان إلا للناخبين، ولمندوبى المرشحين والقضاة ومندوبى الصحف والفضائيات والمراقبين بموجب تصاريح رسمية من اللجنة العليا للانتخابات. ■ وماذا بعد انتهاء يومى التصويت؟ - ستبقى القوات فى حالة استنفار دائم لتأمين الصناديق واللجان ومراكز الفرز، حتى إعلان النتائج، وستستمر تلك الإجراءات التأمينية لحماية احتفالات المواطنين بعد إعلان النتيجة أياً كان الفائز. ■ هل وضعتم فى الاعتبار المناطق الملتهبة أمنياً؟ - بالفعل راعينا ذلك فى وضع خطة التأمين، والأماكن الملتهبة معروفة لدينا، وتعاملنا معها سيكون عن طريق زيادة القوات ووأد أية خلافات قد تؤدى لمعارك، لكن أعتقد أن الوضع سيكون مستقراً بإذن الله، لأن القلق من تلك المناطق يكون مثلاً فى الانتخابات البرلمانية، أما الرئاسة فلن تكون دافعاً لتأجج الخصومات، لأنها ستكون مدعاة لكل مصرى أن يشارك فيها بإرادة حرة. ■ كان عدد قوات الشرطة المشاركة فى الاستفتاء يزيد على 220 ألفاً، ماذا عن القوات التى ستشارك فى تأمين انتخابات الرئاسة؟ - أعتقد أن العدد سيكون أكبر بالإضافة إلى قوات الجيش، وبمعدات وجاهزية غير مسبوقة، ولن نترك شبراً فى مصر دون تأمين، فالأمر لا يقتصر على تأمين اللجان ومراكز الاقتراع فحسب، بل يشمل كافة المنشآت الحيوية والوزارات والهيئات الدبلوماسية، وشركات الكهرباء، والمياه، والبترول، وغيرها، وستكون هناك دوريات مكثفة وسريعة على الطرق على مدار 24 ساعة. ■ ماذا عن تهديدات الإخوان؟ - بلا قيمة، ما يردده الإخوان من تهديدات مجرد إفلاس، وهدفهم منها تخويف المواطنين من النزول للمشاركة فى الانتخابات، لكن ليس بمقدورهم فعل أى شىء، لأننا عازمون بكل ما أوتينا من قوة على ألا نسمح لأى أحد بتعطيل الانتخابات، أو تكدير صفوها، ومصرون على اكتمال الاستحقاق الانتخابى ولن نسمح لأية جهة أو جماعة داخلية كانت أو خارجية بتعطيل ذلك العرس الديمقراطى، الذى سيلقن العالم درساً فى كيفية تحول الثورات الشعبية إلى ديمقراطيات حقيقية. ■ هناك مخاوف لدى البعض مما يتردد عن وجود جيش مصرى حر.. ما تعليقك؟ - هذا الكلام بالضبط، يشبه الحديث عن «الغول» الذى يفتعله الناس لتخويف بعضهم بعضاً، فى حين أنه غير موجود، لا يوجد شىء اسمه الجيش المصرى الحر، وللعلم القوات المسلحة لن تسمح باستهداف الأمن القومى، أو وجود ما يهدده على الحدود، حدود مصر آمنة تماماً، ولا يوجد ما يدعو للقلق، وأعتقد أن الدولة أو أى شعب لديه جيش مثل الجيش المصرى، عليه أن يؤمن تماماً بأن الأمن القومى فى أيدٍ أمينة. ■ كيف ترى الإرهاب الآن بعد 10 شهور أو أكثر قليلاً من الحرب عليه؟ - فى تقديرى، أن الإرهاب انتهى، وحالياً نحن فى مرحلة «التفنيش»، وزارة الداخلية حققت نجاحات كبيرة جداً فى الفترة الماضية، وما يحدث بين حين وآخر مجرد إفلاس، ودليل على اليأس، فالإرهاب حالياً فى الرمق الأخير، ينفذ عملية هنا وأخرى هناك، عبر عبوات بدائية، ويجرى القبض على المتهمين وتقديمهم للنيابة، وأعتقد أن القضاء على خلية «عرب شركس»، كانت الضربة التى قصمت ظهر الإرهاب فى مصر، والحمد لله تمكنا من القبض على معظم القيادات الميدانية للإرهاب، وتم ضبط معظمهم، أو قتلهم أثناء التعامل، ويكفى مثلاً ما أعلنه وزير الداخلية، مؤخراً، عن حصيلة شهر أبريل الماضى، الذى شهد القبض على 40 خلية إرهابية، و225 متهماً من المتورطين فى الاعتداء على المقار الشرطية والمنشآت العامة والخاصة، و51 متهماً بحرق سيارات شرطة، و17 متهماً من المسئولين عن الصفحات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعى ضد الشرطة والجيش، و498 متهماً من مثيرى الشغب والمحرضين على العنف فى الشارع، كما تم ضبط 11 مخزناً معداً لتصنيع وإخفاء الأدوات التى تستخدم فى أعمال الشغب والعنف والتعدى على القوات، و108 قطع سلاح نارى، و52 عبوة معدة للتفجير، و43 قنبلة يدوية، وكميات كبيرة من المواد التى تستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة والذخائر. ■ وماذا عن التنظيمات التى تظهر بين الحين والآخر؟ - كلها كيانات متطرفة منبثقة عن تنظيم أنصار بيت المقدس، أمثال ما يسمى ب«أجناد مصر»، والخلايا السرية المرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية، والمشكلة من عناصر شبابية ثبت مشاركتها فى اعتصامى رابعة والنهضة، وتلقوا تدريبات عسكرية إبان فترة حكم الإخوان، وكان ذلك رداً على النجاحات التى تحققت فى مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية، وتمثلت فى ضبط العديد من كوادرها والأسلحة والمتفجرات الخاصة بها، ومصرع العديد منهم، وأهمها بؤرة عرب شركس، وما زالت الجهود مستمرة لملاحقة الهاربين. ■ هل ما زال الحظر قائماً على تصدير الأسلحة للشرطة المصرية؟ - كنا بالفعل فى أزمة كبيرة، والحمد لله تمكنا من حلها من خلال الحصول على احتياجاتنا من أماكن أخرى بخلاف أن بعض الدول التى حظرت توريد الأسلحة لمصر بدأت فى التراجع بعد اقتناعها أن 30 يونيو ثورة شعبية. ■ لماذا نعتمد على الخارج بهذا الشكل.. ألا يوجد تصنيع محلى؟ - يوجد لدينا تصنيع محلى لمعدات وأسلحة أو أجزاء منها، ونستورد ما ينقصنا. ■ بصفتك أحد قيادات الداخلية المعروفين على المستوى الشعبى، وإحدى ركائز الحرب على الإرهاب.. هل تلقيت تهديدات بالقتل؟ - نعم تلقيت تهديدات مثل غيرى من رجال الشرطة، ولا أقيم لها وزناً، لأن الأعمار بيد الله، وأنا أقول لهم: «موتوا بغيظكم ولن تثنينا تهديداتكم عن مواصلة الحرب على إرهابكم». ■ ماذا عن تأمين مرشحى الرئاسة؟ - نوفر لكلا المرشحين التأمين الكامل دون أية تفرقة، والحراسة ترافق كلاً منهما فى كل مكان على مدار 24 ساعة، لأنهما فى النهاية مرشحا الرئاسة، ودور الداخلية حمايتهما. ■ هل تلقيتم بلاغات من أى منهما عن وجود تهديدات؟ - لا لم يبلغ أى منهما عن تعرضه لأى تهديد. ■ هل تعرض «السيسى»، كما تردد، لمحاولات اغتيال؟ - نعم تعرض لمحاولتين، وتم ضبط المتهمين وساعدنا القبض على قيادات عرب شركس فى القبض على عدد من المتهمين كانوا ينوون تنفيذ مخططات أخرى وإجمالاً كل رجال الدولة مستهدفون. ■ صدر كتاب دورى باستطلاع رأى الأمن الوطنى حول تراخيص السلاح وتجديدها، لماذا؟ - بالفعل وهذا من أجل سحب التراخيص ممن لا يستحقها، وتحديداً عناصر الإخوان الذين حصلوا عليها بمخالفة القانون. ■ هل تم سحب تراخيص سلاح من أعضاء بالجماعة؟ - نعم سحبنا نحو 100 رخصة سلاح من المنتمين للإخوان، حصلوا عليها دون وجه حق. ■ ماذا عن حركة تنقلات ضباط الشرطة؟ - أعتقد أنه يجرى الإعداد لها حالياً، وستُعلن نهاية شهر يوليو، لينفذ الضباط التنقلات الجديدة بداية أغسطس وتلبى الحركة معظم رغبات الضباط، كما ستعمل على تطوير الأداء الأمنى ومعالجة أوجه القصور.