يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم، وينتهى مهرجان الجدل والاتهامات بين ولادك! عشرة أيام تفصلنا عن انتهاء ماراثون الانتخابات الرئاسية، وندخل مرحلة الانتظار لإعلان النتائج، وكأننا ننتظر نتيجة الحرب العالمية الثالثة! فمعسكر مؤيدى «السيسى» يرون أن من تجرأ وأيد «صباحى» «دول شوية العيال بتوع 25 يناير اللى خربوا البلد ومشونا على مزاجهم 3 سنين وعصروا الليمون وانتخبوا مرسى وضيعوا الاقتصاد وجابولنا الإخوان!»، ده على أساس إن «مبارك» و«العادلى» كانوا معيشين المصريين فى كندا أو سويسرا! ونسى هؤلاء أن «العيال الثورجية دول» كانوا بيطالبوا بالدستور أولاً لما «نشف ريقهم فى المظاهرات»، ولكن كانت الإرادة السياسية وقتها ترى خطأً أن الشارع فى يد الإخوان فعملت كل ما تستطيع لإرضاء الجماعة فبدأت بالانتخابات وسلمت لهم البلاد والعباد! ومعسكر مؤيدى «صباحى»، يرون أن معظم مؤيدى «السيسى» ينتمون لفلول «مبارك» وكل من يريد عودة البلاد إلى ما قبل 25 يناير والدولة البوليسية القمعية المستبدة وشبكة فساد مصالح رجال أعمال «مبارك»، ونسى هؤلاء أن «السيسى» نفسه دعم ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام «مبارك»، حينما كان أحد أعضاء المجلس العسكرى وقت إعلان تنحى «مبارك» 11 فبراير 2011! لكنهم يعللون موقفهم بأن من بدأ بالهجوم عليهم هم زبانية إعلام الأجهزة الأمنية الذين انتقموا من شباب 25 وشوّهوا ثورة شعب ولم يجدوا من يقول لهم «كفاية حرام» وبدأوا التهليل والتطبيل والنفخ فى المزمار مبكراً! ولو نظر كل هؤلاء إلى الحقيقة وبمقارنة بسيطة بين جولة الإعادة فى انتخابات 2012 بين «مرسى» و«شفيق»، سيعرفون أن «السيسى» و«صباحى» «نعمة من ربنا والحمد لله» لأنهما يمثلان 30 يونيو، فليس بينهما من يتاجر بالدين ويخون الوطن مثل «مرسى»، ولا بينهما من كان رئيس وزراء «مبارك» مثل «شفيق»! وستنتهى الأيام العشرة بفوز من يختاره الشعب فى الصناديق، وسنرفع له القبعة ونصطف من خلفه جميعاً لنعمل ونجتهد لإخراج مصر من عثراتها التى حاقت بها نتيجة انحراف ثورة 25 يناير عن مبادئها وسرقتها من فصيل يرى فى الوطن حفنة من التراب العفن! ولكن هنا يبرز السؤال: أبعد كل هذا الانقسام والاتهامات المتبادلة هل من الممكن أن يلتئم تحالف 30 يونيو من جديد لخوض انتخابات البرلمان التى اعتبرها المخاض الحقيقى الصعب؟ هل سيتناسى مؤيدو «صباحى» الاتهامات لهم بالطابور الخامس وشوية العيال اللى خربوا البلد؟ وهل سيتناسى مؤيدو «السيسى» الاتهامات لهم بالفلول والفساد والدولة البوليسية؟ سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة، لكننا بالتأكيد سنحتاج جهوداً نفسية ومصالحات وحوارات بين 25 و30، لنزيل عن كاهلنا كل صراخ واتهامات إعلاميين وصحفيين وسياسيين منتفعين نفخوا كثيراً فى حطب الفتنة بين المصريين المنتمين لتحالف 30 يونيو، لا لمصلحة مصر ولكن لمصالح شخصية تافهة، أعتقد أنهم بدأوا يوقنون بالفعل أنهم انبطحوا ومزقوا الشعب ببلاش!.. .. وعجبى..