في جلسات مكثفة، ناقشت ما تدسه إسرائيل في عقول تلاميذها، نظم قسم اللغة العبرية وآدابها، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد الطوخي نائب رئيس جامعة عين شمس، مؤتمرا يهدف لبحث "المفاهيم الصهيونية في الكتب الدراسية العبرية في إسرائيل". من بين جلسات المؤتمر، جلسة أدارها الدكتور فوزي ضيف، وعرض فيها الدكتور جمال الرفاعي ، رئيس قسم اللغات السامية بكلية الألسن، "الإجابات النموذجية لمقرر التاريخ في الثانوية العامة في إسرائيل"، حيث كشف أن الإحساس بالاضطهاد يتم بثه في الإجابات النموذجية حول وضع اليهود في الدول الإسلامية بشكل يجافي الحقيقة، لدرجة إطلاق اسم "الجيتو" على حي "الملاح" الذي كان يقيم به اليهود في دول شمال أفريقيا، الذي يقابل حارة اليهود في مصر، للإيحاء بالمساواة بين "الملاح" و"الجيتو"، للترويج إلى أن آلام اليهودي في أوروبا لا تختلف كثيرا عن آلام اليهودي نفسه في العالم العربي، وتتجاهل مثل هذه الإجابة خصوصية التشكيل الحضاري للمجتمعات اليهودية في الشمال الأفريقي. ومن الإجابات النموذجية التي تتعلق بمصر، كشف الرفاعي، أن المقرر يتعمد بث شعور بالتميز واستحالة منازلة الإسرائيليين في ساحة القتال، فالإجابة التي يتعين على الطالب ذكرها بشأن حرب أكتوبر ونتائجها، تتلخص في أن القوات المصرية نجحت في عبور قناة السويس والتسلل إلى خط المواقع الإسرائيلية التي لم تكن محصنة، ونجحت في إقامة إحدى عشر جسرا مكنت جنودها من نقل قوات المدرعات والمدفعية المصرية الثقيلة، وتسترسل الإجابة النموذجة بشكل فج حتى القول بأن: "الجيش الإسرائيلي انتصر بالرغم من المفاجأة وظرف البداية الصعبة في الحرب. ومع انتهاء الحرب وقف الجيش الإسرائيلي على بعد أربعين كيلومتر من دمشق، بل ودخل إلى عمق الأراضي المصرية وكان على بعد سبعين كيلومتر من القاهرة ، وبالرغم من الانتصار في ساحة القتال فقد أدت الحرب إلى زعزعة الإحساس بالأمن والثقة في القيادتين العسكرية والسياسية! ووجه الرفاعى، التحية لرئيس المؤتمر الدكتور سعيد عبد السلام العكش، ومقرر المؤتمر الدكتور محمد الهواري، للتنظيم الجيد، وذكّر الحضور بوجود الدكتور إبراهيم البحراوي الذي شارك في التحقيق مع الأسرى الإسرائيليين في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحلل توجهاتهم الفكرية وتوجهات المجتمع الإسرائيلي من خلال اجابات الأسرى. وقد أصدر المؤتمر في ختام جلساته توصيات هامة من بينها: إعادة فحص ودراسة الكتب الدراسية العبرية، لتضمنها مفاهيم وأفكار وأيديولوجيات مناهضة للعرب والمسلمين، مع تصميم خطة إعلامية وبحثية لفضح المفاهيم المنافية لقيم السلام وحقوق الإنسان والعدل مع تشجيع الباحثين المتخصصين في الشؤون الإسرائيلية على إعداد أبحاث ودراسات حول شتى الكتب والمناهج الدراسية الإسرائيلية.