فى محاولة لموازنة هذا الفحش فى الهجوم على الفنانة إلهام شاهين التقى الرئيس محمد مرسى مجموعة من الفنانين والأدباء وأكد فى اللقاء رفضه هذا الأسلوب وعلى أن مصر دولة مدنية وليست عسكرية أو دينية، والتعريف المعتمد من الإخوان للدولة الدينية هو الدولة الثيوقراطية فى أوروبا، أما محاولة حشر أحكام الشريعة فى الدستور المصرى وتصريح الدكتور أحمد أبوبركة عن تطعيم المحكمة الدستورية بخبراء وفقهاء فى الشريعة لتفسير القوانين فكل هذا ليس من الدولة الدينية! ولكن الرئيس ينتمى لجماعة وحزب له تاريخ قريب وسلوك فاجع، حيث تم الاعتداء على الأستاذ خالد صلاح عند مدينة الإنتاج الإعلامى والمهندس حمدى الفخرانى أمام مجلس الدولة، وكتب محمد شعير فى الأخبار اللبنانية عن تفاعل جمهور الأطياف الإسلامية فى معرض فيصل الرمضانى للكتاب وكيف سأل أحدهم فى ندوة عن حرية الإبداع «أليست السينما غزواً فكرياً فكيف نحاربه؟» وفى ندوة عن جوائز الدولة لم يتوقف أعضاء الحرية والعدالة عن مقاطعة كل من الدكتور محمد بدوى وحلمى النمنم، وهذا غير محاولات الاعتداء على بعض المشاركين. ويحاول الرئيس أن يفصل بين منصبه وموقف الجماعة والحزب، ولكن على المستوى العملى فإن الاختيارات الأخيرة فى مساعدى الرئيس ومستشاريه والتعيينات الأخيرة فى الصحافة وحقوق الإنسان التى صدق عليها الرئيس شديدة الدلالة، فالدكتورة أميمة كامل مستشارة الرئيس لشئون المرأة ستنصح الرئيس بألا يتم ختان الإناث قبل سن البلوغ، أما السيد صفوت حجازى فقد أصبح عضواً فى مجلس حقوق الإنسان لإنجازاته فى الإشراف على تعذيب البلطجية فى الاعتصامات حسب شهادة الناشطة الحقوقية منى سيف. هكذا يصبح الرئيس هو الملجأ والمداوى للجراح التى يسببها عقر ونهش التيار الذى يمثله وهو بقراراته الإيجابية فى التعيينات والسلبية فى الامتناع عن تصحيح خلل لجنة الدستور التى تم اختطافها من قبل تيار الإسلام السياسى يهيئ المناخ لأفعال وأقوال أمثال الداعية الذى هاجم الفنانة إلهام شاهين والداعية وجدى غنيم فى حديثه تحت عنوان «أيها الداعرون أيتها العاهرات هل هذا فن؟» المشكلة أن هذا التيار عازم على فرض وصاية على بقية المجتمع باعتبار أنه يتحدث بالنيابة عن الله عز وجل وينسى أن حرية الإنسان فى الاعتقاد تتيح للبشر أن يختلفوا مع اعتقاده الشخصى بداية من التفاصيل الدينية حتى الرفض لأى دين سماوى أو غير سماوى، وبالتالى فكل ما يقوله السيد وجدى غنيم وبصرف النظر عن الاختلاف فى تفاصيله بين المتدينين لا يلزم إلا قائله والمعتقد به وليس من حقه إلزام الآخرين به، وبالتالى فليس من حقه سب المختلفين عنه والازدراء بهم ووصفهم بالداعرين والعاهرات وإلا لكان أيضاً من حقهم سبه ووصفه بالداعر والجاهل والوضيع.