لم يحتَج لصورة يرسمه منها؛ فالملامح محفورة فى القلب والذاكرة، حين جلس إلى قطعة الخشب التى حفر عليها صورة مرشحه الرئاسى المفضل حمدين صباحى، شعر لوهلة أنه يرسم والده، من فرط التشابه بينهما، رسم سليم محمد صورة «صباحى»، وحاول جاهداً الوصول إليه حتى يهديه عمله، لكنه فى كل مرة لم يفلح، فقرر «سليم»، النجار، ابن عزبة الهجانة بمدينة نصر، أن يعلق لوحة «صباحى» فى محله الصغير كنوع من التأييد. كلما مر أهالى المنطقة إلى جوار ورشة الشاب الثلاثينى، اعتقد البعض أن لوحة «صباحى» الخشبية برواز علقه «سليم» للبيع: «كل شوية حد ييجى يسألنى: صورة صباحى بكام؟ وناس تانية تيجى تسألنى: مفيش صورة للسيسى؟»، يروى «سليم»: «لما لقيت الناس مهتمة قلت أعمل كذا لوحة لصباحى وأبيعها ب25 جنيه، بس ما فكرتش أعمل للسيسى عشان الناس اللى بتحبه كتير وأنا هانتخب صباحى عشان حاسس بالغلابة من أول مرة رشح نفسه السنة اللى فاتت». 6 ساعات يقضيها «سليم» فى عمل لوحة «صباحى»: «باخد وقت كبير فى اللوحة الواحدة عشان بحفر اسمه وصورته بإيدى، المَكَنة بتبقى أسرع بكتير بس عشان بحبه فضلت إنى أرسمه بإيدى وارسم النسر جنبه».