كانت لحظات حرجة تلك التى مرت بها العراق فى عام 2012، حيث حكم على نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى آنذاك بالإعدام غيابياً بعد إدانته بالقتل، ما تسبب فى اندلاع أزمة عنيفة وهجمات إرهابية هددت وقتها باندلاع أزمة طائفية عميقة، خاصة أن «الهاشمى» كان سُنّيّاً. احتاجت وقتها الولاياتالمتحدة سفيراً قوياً على قدر الأزمة يدير مصالح بلادها فى «بغداد» التى باتت على شفير الانفجار، ولكن الرياح دائماً ما تأتى بما لا تشتهى السفن، فالمرشح الأول لتولى منصب سفير الولاياتالمتحدة فى العراق بريت ماكجورك، اتُّهم بفضيحة جنسية وإرسال رسائل جنسية إلى مراسلة أمريكية تزوجها فيما بعد، اضطر بسببها إلى الاعتذار عن قبول المنصب. نواب الحزب الديمقراطى لم يكونوا على استعداد للدفاع عن «ماكجورك» بحجة أنه خدم فى عهد الرئيس السابق جورج بوش، فاضطر الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى ترشيح آخر هو سفير الولاياتالمتحدة السابق فى الأردن والرجل الثانى فى سفارة الولاياتالمتحدةبالعراق وقتها. السفير روبرت بيكروفت. خدم «بيكروفت» سفيراً للولايات المتحدةبالأردن فى الفترة ما بين 2008 و2011، وانتقل بعدها إلى تولى منصب نائب السفير الأمريكى بالعراق حتى سبتمبر من عام 2012، كما أنه عمل كمساعد تنفيذى لوزيرى خارجية أمريكيين خلال عهد إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش، وعمل مساعداً تنفيذياً لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس. لم يكن «بيكروفت» مرشحاً بديلاً فى الحالة العراقية فقط؛ ففى مصر ترددت الأقاويل والشائعات بأن السفير المقبل للولايات المتحدة بعد رحيل آن باترسون هو السفير المخضرم روبرت فورد، الذى تولى مهام سفارة بلاده فى سوريا منذ بداية الأزمة السورية، واتهم بإثارة العنف والفرقة بين أبناء الشعب السورى، وهو ما أجبر «واشنطن» على التراجع عن ترشيح «فورد» سفيراً لها فى القاهرة وترشيح «بيكروفت» بدلاً منه.