سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السيسى» فى لقائه برؤساء تحرير الصحف: سأرحل إذا خرج الناس ضدى.. بل ولن أتركهم «يتنّوا» الكلمة الشعب هو الضمانة الحقيقية لتنفيذ البرنامج لأنه «خرج ومش راجع تانى».. والفقراء لن يتضرروا من برنامجى.. ولا أملك خيار التحرك على محور دون آخر
أكد المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، أن الشعب المصرى هو الضمانة الحقيقية لتنفيذ برنامج الرئيس المقبل، قائلاً «إن الشعب خرج ومش راجع تانى».. وشدد السيسى على أنه سيرحل إذا خرج الناس ضده حال وصوله للرئاسة وقالوا لا نريدك. وأضاف: لن أتركهم «يتنوا الكلمة»، مشيراً إلى أنه «مستدعى» للترشح، ولم يكن راغباً، وأضاف: «والله والله لم أكن أرغب، لكننى لا أستطيع أن أخذل الناس». وأشار السيسى، خلال لقائه مع 20 من رؤساء تحرير الصحف أمس فى لقاء استمر 4 ساعات، إلى أن المواطن الفقير لن يتضرر من برنامجه للعدالة الاجتماعية ولن يكون هناك عبء على «الغلبان»، وأنه لا يملك خيار التحرك على محور دون آخر، بل يجب أن يلحق التطوير بكل المجالات، خاصة أن حجم التراكم 40 عاماً والدولة المصرية فى أضعف حالاتها، والجهاز الإدارى يضم 6٫5 مليون مواطن يجب أن نرفق بهم فى أسلوب المعالجة ورفع الكفاءة، وفى نفس الوقت اتخاذ إجراءات رادعة فى مواجهة الفساد. وقال: «الناس ترمى على أكتافى كل هموم مصر ومشاكلها، وأنا مستعد أشيل لكن ليس وحدى»، موضحاً أنه يجب مخاطبة الجانب الخيرى فى المصريين. وشدد السيسى على أنه لن يسمح لأى «مافيا» تقف ضده أو تعطل الآليات التى سينفذها لضبط آليات السوق خلال 3 أشهر فقط من خلال إنشاء أسواق جديدة فى المناطق الكثيفة بالسكان لتوفير سلع بأسعار مناسبة لمحدودى الدخل وأيضاً من خلال رفع كفاءة الجمعيات الاستهلاكية، مشيراً إلى أن الجيش سيقوم ببناء الأسواق، لكنه لن يديرها، موضحاً أنه سيجلس مع التجار من أجل الاتفاق معهم على خفض الأسعار من أجل الفقراء، مشدداً على ضرورة بناء جسور ثقة مع الجميع والتعامل معهم بإخلاص وأمانة وشرف، وإذا جاء ذلك بنتائج إيجابية فأهلاً وسهلاً، وإن لم يفلح فآليات السوق والإجراءات كفيلة بذلك. وأوضح المرشح الرئاسى أن مصر بحاجة إلى برامج لاستعادة الثقة بين المواطنين ثم بين المصريين والدولة، مشدداً على أنه سيهتم بالإعلام من أجل التواصل مع الناس بشكل مستمر، كاشفاً أنه نصح بإخلاص الرئيس السابق بالتحرك والنزول إلى الناس لكنه رفض، مشيراً إلى أن التشريعات المصرية تحتاج إلى فقهاء قانون لمراجعتها من أجل تحقيق العدالة الناجزة، خاصة أن القضاة ليس أمامهم سوى تنفيذ القانون من أجل تحقيق دولة القانون. وأكد السيسى أن حجم المشكلة المصرية فوق تصور الناس وأن الأوضاع الحالية تحتاج إلى تحرك سريع لتشديد العقوبات فى بعض الجرائم، موضحاً أنه قال لبعض المسئولين الغربيين إن تمويلهم لبعض منظمات المجتمع المدنى قد يصل إلى هدم الدولة حتى لو كان بدون قصد، معترفاً بقدرة الإخوان على التواصل مع الإعلام الغربى أفضل من الدولة المصرية. وحول أزمة الدعم قال السيسى: رفع أسعار الغاز فى المنازل سيؤدى إلى توفير مليار جنيه فقط من إجمالى 8 مليارات دعماً للغاز و36 ملياراً للسولار، موضحاً أن مصر حصلت على 20 مليار دولار خلال 10 أشهر تم صرفها على دعم الوقود وإذا استمر الحال كما هو عليه، فهذا يعنى إفلاس الدولة لأن الدعم الحكومى أحد أسباب عرقلة الدولة. ونفى السيسى أن يكون المجلس العسكرى السابق قد سلم السلطة لتنظيم الإخوان، قائلاً: لقد بذلنا جهداً مع الشباب لتنظيمهم سياسياً فى أبريل 2011 لكننا فشلنا بسبب عدم وجود الثقة، رغم تأكيدنا بأننا لا نرغب فى أى شىء سوى عدم سيطرة اتجاه معين دون وجود شعبية حقيقية تعبر عن ذلك.. وأضاف: لأول مرة منذ 100 عام تنهار شعبية هذا التيار والناس لا تتعاطف معهم بسبب ما ارتكبوه فى حق الوطن والشعب. وعن قضية المصالحة الوطنية أوضح السيسى أنه لا أحد يكره المصالحة، لكن الطرف المقصود لا يدعم هذا الاتجاه، كما أن المصريين يحتاجون إلى معالجة هذا الأمر بعد أن شاهدوا الإرهاب المستمر حتى الآن، والشعب لن يتصالح إلا بعد اعتذار وترضية وغيره، فلا يمكن الكلام عن المصالحة فى ظل المشاهد المتكررة بجامعة القاهرة وغيرها، وشدد المشير عبدالفتاح السيسى على أن الجيش المصرى سيمثل قوة للدفاع عن الأمن القومى المصرى والعربى، وسيتدخل فى أى مشاكل ما دام الرأى العام المصرى موافقاً على ذلك، مشيداً بقوة العلاقات العربية فى الوقت الحالى.. كما أشاد بقوة مكافحة الإرهاب التى تم تأسيسها مؤخراً، قائلاً: لا توجد إلا دولتان فقط بهما مثل هذه القوة وهما روسيا وأمريكا، وإن مكافحة الإرهاب تختص بها الشرطة، أما قوة مواجهة الإرهاب فلها أدوار أخرى لفرض الاستقرار فى بعض الأماكن مثل سيناء وغيرها، فعلى سبيل المثال عندما تم اختراق جهاز الأمن الوطنى فقدت الشرطة خريطة تحركات الإرهاب لمدة عامين، مشيداً بدور الشرطة خلال الفترة الماضية لأنها قامت بدور غير مسبوق منذ 4 سنوات، وطالب السيسى رؤساء التحرير بعدم استدعاء صور الديمقراطيات العريقة والمستقرة منذ 200 عام فى ظل هذه الظروف التى تمر بها مصر، قائلاً: لو فعلنا ذلك فإننا نظلم أنفسنا، مشيراً إلى أن استكمال التجربة الديمقراطية فى مصر يحتاج إلى 20 أو 25 سنة، مطالباً الإعلام بالحفاظ على الثوابت، لأنه آلة عملاقة فى توجيه الرأى العام وصياغته وتطويره، قائلاً: «المجتمع مش مستحمل أكتر من كده.. لأن المجتمع بيتقطع وكفاية السنين التى مرت»، وشدد على أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو خطوة هائلة فى طريق الديمقراطية، لكن يجب تعظيم الآمال والأمانى لدى الناس. وأوضح المرشح الرئاسى أن الأوضاع الحالية والمصلحة الوطنية تفرض على الجميع المشاركة، ومن لا يملك الكفاءة عليه الانسحاب، لأن الوطن فى أزمة كبيرة، وصاحب القرار يريد أن يعمل فى مناخ يستطيع فيه الإنجاز، لأن الإعلام لو ركز على قضايا غير اهتمامات الناس سينفضون عنه، قائلاً: «مصر أمانة فى أعناقنا جميعاً». وشدد على أن الوطن لا يحتمل التجربة فى مثل هذا التوقيت، والمشاكل تحتاج إلى الأكفاء، وأن يكون هناك تجرد فى الاختيار، خاصة أن المشهد فى مصر مرتبك ومضطرب ويجب اصطاف المصريين وتعودهم على ثقافة الاختلاف لتعبر مصر هذه الأزمة، وستكون المعارضة إحدى نقاط الحفاظ على الأمن القومى، وليس كما كان يُتبع من قبل، مشيراً إلى أن برنامجه طموح لحشد طاقات المصريين والحفاظ على الدولة المصرية واستنهاضها لتعود أقوى مما كانت عليه، محذراً أن مصر لو انهارت فلن تعود مرة أخرى، خاصة أن مفصلات الدولة وأذرعها فى أضعف حالاتها ولو تم تفكيك الدولة من أجل الديمقراطية، فالناس سترى سراباً كما حدث فى الصومال. وأكد السيسى أن المصلحة الوطنية تجعل الناس تصبر لأن الظروف فى منتهى القسوة، والمظاهرات اليومية لن تسمح لأحد بالعمل، مشيراً إلى أنه سيراهن على الشعب الذى خرج بالملايين فى ثورة 30 يونيو لتحقيق برنامجه.