أرادوا أن يغيروا واقعهم بأيديهم، وليس في جُعبتهم سوى إرادة تحويل مجتمعهم الصغير داخل أسوار جامعة القاهرة من الجهل باللغات العصرية إلى "مجتمع متحدثي اللغات" غير المتداولة مثل الأوروبية واللاتينية والشرقية، لم تتجاوز أعمارهم العشرين، ولكنهم قرروا أن يتعاملوا مع مشكلة أكبر من سنهم، وهي صعوبة إتقان الطلاب للغات الحديثة، فكان فريق "lsc". قالت مها سالم، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة في جامعة القاهرة، واحدة من ثلاث أعضاء فريق "lsc"، إن المبادرة كانت مجرد فكرة منذ ثلاث سنوات، وواجهتهم في البداية صعوبة بسبب المشكلات الروتينية المتمثلة في مكان تلقي الطلاب المحاضرات واختيار المحاضرين المتطوعين. وأضافت: "بقالنا أكتر من 3 سنين بنحاول ناخد موافقة من الجامعة، لحد ما وافقت كلية التجارة على استخدام مدرجاتها، وبدأنا نستقبل عروض المحاضرين اللي وافقوا على إلقاء محاضرات بالمجان". وتتيح المبادرة للطلاب فرصة تعلم 12 لغة مختلفة، وبحسب قول "مها" : "الطلاب مش بيعرفوا يتعاملوا مع اللغة الأم واللغات التانية المتداولة زي الإنجليزي والفرنساوي، علشان كده بنعمل اختبارات قياس مستوى للطلاب قبل ما نلحقهم بالدورات المختلفة، وبنسيب الطالب يختار اللغات اللي عايز يتعلمها حسب رغبته". ويقول محمد عطية، مؤسس الفريق، إنه واجه صعوبة في إقناع إدارة جامعة القاهرة على تبني فكرته، وتابع: "حسيت بيأس في البداية، لغاية ما بدأت المبادرة تستقبل الطلاب الراغبين في الالتحاق بها ووصل عددهم 250 طالبًا من الكليات المختلفة". وأضاف: "ننفق من جيوبنا على المبادرة لأننا مؤمنون أن الجهل مش أمية القراءة والكتابة إنما جهل اللغات والكمبيوتر". طبيعة المبادرة تختلف عن أساليب التلقين والمحاضرات التقليدية، حيث قالت منة ممدوح: "بنعتمد في مبادرتنا على الورش العملية وأساليب التفاعل والقراءة والاستماع وبنفكر نزود عدد اللغات الفترة الجاية وكمان نشارك المواطنين من خارج جامعة القاهرة في تعلم اللغات".