"محمد" تعافى من كورونا وتبرع بالبلازما للقمص "بيشوي"

في 28 مارس الماضي، وبعد عودته من رحلة سفر من الخارج خلال عمله، تأكد محمد عبدالفتاح من إصابته بفيروس كورونا الجديد هو وأفراد أسرته، عدا الإبن الأصغر له، وبعد ظهور نتائج التحاليل انتقلت الأسرة إلى مستشفى الصداقة للعزل في أسوان لتلقي العلاج اللازم: "دخلنا في نفس اليوم مع بعض وخرجنا كلنا في نفس اليوم برضو"، حسب ما قال محمد، ل"الوطن"، عن رحلة علاجه من فيروس كورونا الجديد.
رحلة بين بانكوك وهونج كونج، عاد منها الرجل الأربعيني، الذي يعمل موظفًا في إحدى شركات الطيران، حاملًا للفيروس دون علمه، وتسبب في نقل العدوى إلى زوجته وأطفاله، وبحسب وصفه وجد وأسرته رعاية جيدة في مستشفى العزل بأسوان، وتقدمت حالتهم يومًا بعد يوم حتى تحولت نتيجة العينات الخاصة بهم من الإيجابي إلى السلبي، وتم السماح لهم بالخروج في الثامن من أبريل الماضي.
التزم الأب وأسرته بفترة الحضانة المقررة ب14 يوما في المنزل بعد الخروج من المستشفى لضمان الشفاء التام، إلى أن تلقى اتصالا هاتفيًا من أحد الأطباء يستأذنه بالتبرع ببلازما الدم الخاص به لعلاج أحد المرضى المصابين بفيروس كورونا: "مترددتش لحظة وكنت عندهم في المستشفى في نفس اليوم بتبرع بالدم"، حسب تعبيره.
محمد عبدالفتاح: تلقيت مكالمة من أحد الأطباء تطلب مني التبرع بالدم لعلاج مصاب تدهورت حالته ولم أتردد لحظة
وصل الرجل الأربعيني إلى مستشفى الصداقة للعزل في الثالث من مايو الحالي، وأجرى التحاليل والفحوصات اللازمة وبعد التأكد من حالته، تبرع بالبلازما المطلوبة لعلاج مصاب آخر بالفيروس دون أن يدري إلى من سيذهب دمه: "اتبرعت عشان أساعد حد محتاج مسألتش هتروح لمين ولا فرق معايا المهم إني أساعد غيري".
بعد ساعات من تبرع عبد الفتاح صاحب صيلة دم B+، أبلغه أحد الأطباء أنّ الدم المتبرع به سيتم استخدامه لعلاج مريض قبطي يدعى القمص بيشوى ويا، من محافظة قنا، بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية.
"مسيحي أو مسلم مش فارقة المهم النتيجة مساعدة مريض محتاج".. هكذا أعرب المتبرع محمد عبدالفتاح، عن موقفه بعد معرفته بأنّ دمه ذهب إلى القمص بيشوي، مؤكدا حرصه وقتها على مساعدة غيره دون تفكير في الديانة أو الشخص: "معرفوش ولا عمري شوفته بس فرحت جدا لما عرفت إن حالته اتحسنت بعد عينة البلازما".
وبدأ رجال إدارة الطب الوقائي بمديرية الشؤون الصحية بأسوان، الأسبوع الماضي، أخذ عينات دم "بلازما"، من المتعافين من فيروس كورونا المستجد، لعلاج الحالات الحرجة داخل مستشفى أسوان التخصصي بالصداقة بمدينة أسوان، والمخصصة لعزل لحالات كورونا، تنفيذا لتوجيهات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بإشراف من الدكتور إيهاب حنفي وكيل وزارة الصحة بأسوان.