سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علماء أزهريون: "الإعدام" نجاة للمجتمع من الفساد.. وتنازل أولياء الدم مرتبط بالجرائم الفردية رئيس "الفقه المقارن" بالأزهر: لا توجد طريقة معينة لقتل القاتل.. ورأي "الإفتاء" استشاري
مع تزايد دعوات منظّمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، بإلغاء عقوبة الإعدام في مصر، استطلعت "الوطن" آراء عدد من علماء الأزهر الشريف، بخصوص جواز تطبيق العقوبة شرعًا، والذين أكدوا أن العقوبة تحقق القصاص الذي أمر به القرآن الكريم، كما أنها تُعد نجاةً للمجتمع من "الفساد في الأرض". يؤكد الدكتور عبدالفتاح إدريس، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن "عقوبة الإعدام هي المعادل القانوني لما فرضته الشريعة الإسلامية من وجوب قتل القاتل"، مشيرًا إلى أن "القتل هو عقاب القاتل على قتل نفس واحدة، وإن ثبت قتله أكثر من شخص، فلا بد أن يدفع هو أو أهله دية من ماله على كل شخص قتله". وأوضح إدريس، في حديثه ل"الوطن"، أن "الأمر الوحيد الذي يسقط عقوبة الإعدام عن القاتل هو تنازل أولياء الدم، أي أقارب القاتل، عن القصاص، وقبولهم بعوض معين قد يصل إلى أضعاف الدية"، لافتًا إلى أن "القاتل لو قتل عددًا كبيرًا من الأشخاص فلا بد أن يتنازلوا جميعًا عن حق القصاص لتسقط عقوبة القتل عنه"، مشددًا في الوقت نفسه، على عدم أحقية أحد في التنازل عن ضرورة القصاص من القاتل، إذا كانت الجريمة متعلقة بترويع المجتمع ككل، لأن هذا يخل بحق من حقوق الله في أرضه، بأن يكون الناس آمنين على أنفسهم وأهلهم وأموالهم. وأضاف رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن "الشريعة لم تفرض طريقة معينة لقتل القاتل، وأن المعيار الوحيد أن يتم قتله دون أن يتعرّض لعذاب في الدنيا قبل قتله". وعن دور الإفتاء في إقرار عقوبة الإعدام، أكد أن "رأي دار الإفتاء يعتبر استشاريًا لا أكثر بالمقارنة بدور القاضي"، مشيرًا إلى أن "الإفتاء لا يمكنها أن تنظر في عشرات الآلاف من الأوراق التي تُحال لها، بل تبصم على غالبية أحكام الإعدام التي تُحال إليها، والأمر في النهاية بيد مصدري الأحكام بالإعدام". ولم يختلف رأي الدكتور محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، عن سابقه، حيث أكد أن "هناك قاعدة شرعية راسخة في الدين الإسلامي، تقضي بأن من قتل يُقتل، إضافة إلى قول الله تعالى: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون". ويؤكد عاشور أن "القصاص يمكن أن يسقط القاتل، إذا بادر أولياء الدم بالعفو والتنازل عن حقهم في دم المقتول من ذويهم"، مشيرًا، في الوقت نفسه، إلى أنه "توجد حالات لا تكتفي بأن يطبق عليها مبدأ القصاص، وتندرج تحت مبدأ الإفساد في الأرض، وهؤلاء لا بد من قتلهم وتخليص المجتمع من شرورهم، بقول الله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، وهذا ما ينطبق على الأحكام الأخيرة بالإعدام، بحسب قوله". وعن الضوابط التي يجب توافرها لضرورة تطبيق حكم الإعدام شرعًا، يذهب بعض الفقهاء إلى ضرورة تحقق الأهلية الجنائية للشخص الذي ارتكب الجريمة، وهي أن يتحمّل الإنسان نتائج الأفعال المحرّمة التي يأتيها مختارًا وهو مدرك لمعانيها ونتائجها، بالإضافة إلى إثبات الجريمة على مرتكبها بالأدلة الكافية، لأن الحدود في الإسلام تدرأ عند عدم اكتمال الأدلة وكفايتها، مصداقًا لحديث الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: "ادرأوا الحدود بالشبهات"، مع ضرورة أن يكون مرتكبها بالغًا ناضج العقل، وأن يكون هناك بيّنة مادية على ارتكابه للقتل. وعن كيفية تنفيذ حكم الإعدام عن عقوبة القتل في الإسلام، أكد التشريع الجنائي الإسلامي، بحسب ما ذهب إليه بعض الفقهاء "أهمية اختيار الآلية التي يتم من خلالها تنفيذ العقوبة، والابتعاد عن الطرق التي يكون فيها الإعدام مسبوقًا بالتعذيب أو ملحوقًا بالمثلة، انطلاقًا من المشرّع لهذه العقوبة هو الله الخالق العليم بمصالح عباده وهو الرحيم بهم، ولأن إعدام الجاني هو امتثال لأمر الله عز وجل، وليس تشفّيًا أو انتقامًا بشريًا، وبالنظر إلى طرق تنفيذ عقوبة الإعدام المعتمدة في كثير من الدول، فإن الإعدام رميًا بالرصاص أكثر الطرق رحمة بالمحكوم عليه، فلو أخذنا مثلًا طريقة الإعدام شنقًا، فإن الموت لا يحصل إلا بعد مرور 4 إلى 20 دقيقة، وهذا يعني أن المحكوم يتعرض لعملية تعذيب من جراء الاختناق التدريجي والكسور في فقرات الرقبة، كذلك فإن الإعدام عن طريق الكرسي الكهربائي أو غرفة الغاز أو الحقن بالأبر المميتة، كلها طرق لا تخلو من تعذيب سابق للموت". أخبار متعلقة "الإعدام" في الميزان.. بين القصاص وحقوق الإنسان حملة حقوقية للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام.. وأعضاؤها: "ياما عالحبل مظاليم" بالفيديو| عشماوي: "لو ما نفذتش الإعدام يبقى بتخالف الشرع.. والرايقين هما اللي لغوه" "ما ينوب المخلّص".. "الحاجة كريمة" أرسلت ابنها لإنقاذ ضابط من الموت فكان جزاؤه "الإعدام" قانونيون: دول كثيرة استغنت عن "الإعدام".. ويجوز استبدالها بعقوبة أخرى بموافقة الأزهر أشهر 12 حكاية إعدام في تاريخ مصر الحديث "ريا وسكينة".. سفاحتان كتبتا تاريخ إعدام أول امرأة في مصر "العفو الدولية": 778 شخصا أعدموا في 2013.. و80% في إيران والعراق والسعودية