"خدمة الناس ورعايتهم واجب علينا مينفعش كنت أتخلى عن مهمتي كإنسان قبل ما أكون طبيب في الأزمة دي زوجتى ولدت بنتي وأنا مش معاهم لسه مش شوفتها لأن كنت في العزل ولو طلبوني ثانى في أي وقت مش هتردد لحظة وهكون أول العاملين في العزل مجددا"، بتلك الكلمات بدأ محمد الهجرسي 29 عاما، طبيب باطنة وعناية مركزة ونائب مدير العزل مركز التدريب المهني، حديثه ل"الوطن". وأضاف الهجرسي قائلا: "أعمل طبيبا منذ 5 سنوات"، مشيرا لتلقيه خبر استعدادهم للعمل بالعزل قبل ما يزيد عن شهرين حينها قال لنا المسؤولون بمديرية الصحة في دمياط: اعملوا حسابكم هتروحوا العزل وكانت حينها زوجتي حامل ثم تأجل افتتاح العزل ويشاء القدر أن تنجب زوجتى ثانى مولود لي وجاءت بنت لتدخل الحضانة وأنا لست بجانبهم وخرجت زوجتى وابنتنا ليذهبوا إلى منزلنا دون أن أرى ابنتي بعد حيث تأجل افتتاح العزل لحين انتشار الوباء. وأردف الهجرسي قائلا إن المشاركة في علاج مرضى فيروس كورونا واجب وطني لازم الكل يشارك، متابعا: نحن أعلى نسبة شفاء في الجمهورية، حيث بلغت نسبة الشفاء 60 حالة في 12 يوما، مشيرا لتواصل كل من الأطباء حسين غنيم وأحمد جمال بالعناية المركزة معهم للاطمئنان على سير العمل، ويستطرد محمد قائلا: زوجتى شجعتني ووقفت إلى جواري حينما ذهبت إلى العزل وهى المسؤولة حاليا عن رعاية ابننا الكبير البالغ من العمر عام ونصف وطفلتنا الرضيعة البالغ عمرها أيام كما قالت لى ربنا يسهل مهمتك ويبعد عننا الوباء. وأشار الهجرسي إلى دعم مديرية الصحة لهم بكافة الإمكانيات حيث وفرت لهم كافة الإمكانيات بالتعاون مع المجتمع المدنى الذى يدعمهم بالمستلزمات الطبية، متابعا أن المركز به كافة احتياجاته لشهرين مقبلين وذلك بفضل تبرعات المجتمع المدني، مشيرا لتبرع أحد معارف الحالات المصابة بنحو 30 غلاية ومشروبات ساخنة مختلفة للمرضى. ووجه الهجرسي شكره وتقديره للعاملين معهم من تمريض قائلا: معنا طاقم تمريض على أعلى مستوى ويتذكر أصعب المواقف التي عايشها خلال فترة عمره بالحجر، قائلا: لن أنسى موقف أم رفضت ترك طفليها البالغ أعمارهم عامين وأربعة لمجرد شفائها وتحول نتيجتها لسلبية، بينما أطفالها كانت نتائجهم إيجابية فقمنا باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة وقمت بارتداء الملابس الوقائية وظللت معهم لحين شفائهم، قائلة لنا لو أصيبت مرة ثانية مش مهم المهم ولادي يكونوا بخير وأظل لجوارهم. ووجه الهجرسي رسالته للمواطنين قائلا إن فيروس كورونا ليس بالأمر الهين، فالأمر لا يحتمل الاستهتار، كل الدول تعانى اقتصاديا بسبب هذا الفيروس وكافة المؤسسات تضررت اقتصاديا ومفيش بيت في أي مكان بالعالم إلا وكل واحد بات يعرف جيدا شخصا مصابا والضرر الواقع عليه. فيما وجه الهجرسي الشكر للأطقم الطبية بمراكز ومستشفيات العزل قائلا ربنا يجازيكم خير ويرفع عننا الوباء والبلاء و يكتب لنا الخير أينما كان. ويختتم الهجرسي حديثه قائلا: دوري كطبيب في العزل بشرف على الحالات وأقوم بمتابعة علاماتها الحيوية وعمل إحصائيات والعمل على تحسين نفسيتهم، وبخاصة لمن ليس لديهم أعراض الفيروس أساسا والمتابعة اليومية ونتائجنا ولله الحمد مبشرة للغاية.