صدرت مسرحية "ثورة رغم أنف الملوك" للكاتب ناصر الملا، عن دار العلوم العربية في بيروت، وهي تشكل جملة من المحاور والاستنتاجات حيال أحداث "الثورة الفرنسية" في عام 1789، وهي تدور حول ثورة الشعب الفرنسي ضد الملك "لويس السادس عشر" وزوجته "ماري أنطوانيت"، ونظامه الملكي الحاكم في تلك الفترة. لا يمكن أن تنفصل "الثورة الفرنسية" عن البنية الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية للمجتمع الفرنسي، حيث أثرت وتأثرت الواحدة بالأخرى، في ظل عملية التغيير التي تمت بفضل الثورة آنذاك، وكان لدور المعارضين السياسيين لحكم "لويس السادس عشر" في الجمعية الوطنية في هذه الثورة الجانب الرئيسي في التغيير، فتبنى "الجيرونديين" و"اليعاقبة" قيادة الثوار الفرنسيين ضد "الملك لويس السادس عشر" ونظامه، وإن اتسم الصراع بين الملكية، والثوار الفرنسيين بالندية، إلا أن النهاية كانت لصالح مطالب الشعب والمعارضة، التي اقتحمت "سجن الباستيل"، واستولت على السلاح والذخيرة الموجودة في داخل القلعة التي يقع بها السجن، وأطلقت السجناء منه، ولاحقت أتباع "النظام الملكي" في كل أرجاء باريس؛ لتقبض في النهاية على "لويس السادس عشر" و"ماري أنطوانيت" وتسوقهم إلى ساحة الكونكورد. حيث أعلن "ماكسيميليان روبسبير" أمام الجموع الغفيرة من أبناء الشعب الفرنسي أن الثورة انتصرت بفضل الشعب، وأن حكم الإعدام سيطبق على الخونة، وأُعدم الملك و زوجته في ساحة الكونكورد، وبذلك سقط الإقطاع والأرستقراطية، والمؤسسة الدينية، وبرزت الجماعات السياسية اليسارية الراديكالية إلى جانب عموم الجماهير، وفلاحي الريف في تحديد مصير الجمهورية الفرنسية، كما تم خلالها إعلان ما عُرف بإسم مبادئ التنوير وهي "المساواة في الحقوق، والمواطنة، والحرية، ومحو الأفكار السائدة عن التقاليد الأرستقراطية، والدينية"، وكل ما يرتبط بالنظام الملكي البائد في فرنسا.