يمتلئ التاريخ بالثورات..من انتفضوا من أجل الظلم.. ومن اجل الفقر.. ومن أجل الاستبداد والعبودية، وعلي الرغم من اختلاف الأزمنة التي اندلعت فيها هذه الثورات إلا أنه كان دائما ما يوجد بين الأسباب المتشابهات.. "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً"..ليست هذه مقولة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا الشهيرة فحسب، لكنها كانت أسلوب حياة تعيش به الأسرة الفرنسية الحاكمة في ذلك الوقت.. لم تكن هذه السيدة المتهورة تهتم بشيئ سوى حفلاتها الصاخبة وهداياها باهظة الثمن وسفرها الدائم بحثا عن حلفاء وخاصة النمسا..حتى اتهمها الشعب بأنا جاسوسة لهم.. ساد في هذه الفترة ما يسمى بالطبقية الدينية وتصنيف الناس بدرجة إيمانهم وانتماءاتهم بالإضافة للطبقية الاجتماعية المعروفة، مما أثار حفيظة الناس وأثار غضبهم الشديد.. لم يكن الملك "لويس السادس عشر" قوي الشخصية بالقدر الكافي الذي يسمح بفرض سيطرته على "ماري" ومنعها من التصرف في أمواله وأموال الشعب الفرنسي بل إنها على الرغم من تهورها كانت تسيطر عليه وعلى أفعاله وتسببت في انقلاب الشعب عليه واتهامه بقتل شخصيات سياسية محبوبة في ذلك الوقت.. بدأت شرارة الثورة تندلع بين صفوف الشباب الفرنسيين منذ مدة طويلة إلا أن الشعب لم يكن مناصرا لهم منذ البداية، كما أنها لم تكن لمدة يوم أو اثنين أو حتى شهر بل امتدت على مدار ثلاث مراحل منذ عام 1789 إلى 1799.. هجم الثوار في ضرباتهم المتتالية على أماكن كانت تعتبر رمزا للحكم الملكي مثل سجن "الباستيل" الذي كان يتم تعذيب السجناء فيه بالإضافة لتخزين الأسلحة الخاصة بالدولة المستبدة.. انتهت الثورة الفرنسية بإنضمام الشعب للشباب، وعلى الرغم من محاولات "لويس وماري" للهرب إلا أن الشعب استطاع أن يمسك بهما في النهاية وحاكمهما محاكمة عسكرية، فقام بإهانة ماري على كل ما فعلته للشعب الفرنسي وقص لها شعرها وعلّقها على إحدى العربات المكشوفة التي طافت في كل أرجاء الدولة نكاية فيها ومنها، ثم حكم عليها وعلى زوجها بالإعدام.