قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم أمس إنه اختار الكلمة الخطأ في وصفه مستقبل إسرائيل المحتمل بعد تعرضه لإنتقادات قوية لقوله إن الدولة اليهودية قد تصبح "دولة عنصرية" إذا لم تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، انتقد "كيري" الهجمات "السياسية الحزبية" ضده، إلا إنه أقر بأن تصريحاته الإسبوع الماضي أمام منتدى دولي مغلق أسيء تفسيرها. وأضاف إنه كان ولا يزال داعم قوي لإسرائيل التي وصفها "بالديمقراطية النابضة بالحياة". وبين أن ملاحظاته كانت مجرد تعبير عن إيمانه الراسخ بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق في نهاية الصراع المتواصل منذ أمد طويل. وقال كيري "أنا لن أسمح لإلتزاماتي تجاه إسرائيل أن تكون محل شك من قبل أي شخص لا سيما تلك الموجهة لأغراض سياسية، لذلك أريد إن أكون واضحا تماما حول ما أعتقده وما لا أعتقده"، بعد أن وجه إليه العديد من الإنتقادات من نواب أمريكيين وجماعات مناصرة لإسرائيل، ومطالبة البعض بإستقالته أو تقديم إعتذار على الأقل. وأضاف قائلا "أولا، إسرائيل دولة ديمقراطية نابضة بالحياة، وأنا لا أعتقد، ولم أصرح من قبل أبدا، سرا أو علنا، بأن إسرائيل دولة فصل عنصري أو انها تعتزم أن تكون كذلك". وأردف قائلا "ثانيا، كنت ومن فترة كافية أعلم جديا قوة الكلمات وما تخلقه من انطباعات خاطئة، حتى لو كانت غير مقصودة، وإذا كان بمقدوري أعادة تشغيل الشريط (الصوتي) لأخترت كلمة مختلفة لوصف إيماني الراسخ بأن السبيل الوحيد لأن تكون ثمة دولة يهودية وشعبان يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمان فإن ذلك يتحقق عبر حل الدولتين". وكان موقع "ديلي بيست" قد نشر أمس الأول بأن "كيري" قال في لقاء مغلق أمام مجموعة "اللجنة الثلاثية" في واشنطن بأن إسرائيل تخاطر بأن تصبح "دولة فصل عنصري" مع فئتين من المواطنين إذا فشلت المفاوضات في التوصل لإتفاق سلام ولم يتم تحقيق حل الدولتين. ودافع كيري عن وجهة نظره العامة، مشيرا إلى أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ومن سبقه في رئاسة الوزارة: إيهود باراك وإيهود أولمرت، سبق لهم أن عبروا عن وجهة نظر مماثلة، وأضاف بأن "الفصل العنصري" كلمة "من الأفضل إخراجها من السجال هنا في البلاد".