رصدت «الوطن» حالة الغضب والصدمة على أهالى المتهمين الذين صدر قرار بإعدام أبنائهم فى قضية أحداث العنف بمطاى فور النطق بالحكم. فى شارع «ابن الخصيب» المطل على المحكمة الذى تحول لساحة لطم وعويل وصراخ وبكاء افترشت عشرات النساء الأرض غير مصدقات أن أبناءهن سيعدمون. وداد حسب الله، سيدة مسنة، قالت إن 5 من أسرتها صدر الحكم بإعدامهم، وإنها لم تستوعب صدمة الحكم عندما علمت به فبقيت ثوانى معدودات واقفة بلا حراك ثم انطلقت صرختها مدوية وألقت بنفسها على الأرض قائلة «أنا عندى خمسة يا ناس فى القضية يروحوا منى فين، إحنا فلاحين يا ناس واحد من ولادى مات من 3 سنين واتحكم عليه بالإعدام، بيقولوا عليهم إخوان.. والله ما بيعرفوا يصلوا هيبقوا إخوان إزاى.. أنا ولادى عربجية هيبقوا إخوان إزاى بس يا ناس؟!!».. وقبل أن تفقد «وداد» الوعى حملها أقاربها وأقعدوها إلى جوار الحائط لإفاقتها. أما صباح حسن، السيدة الخمسينية التى بلغ البكاء من عينيها، فقد دارت بين النساء تقول: «هو خالد فيهم؟ خالد هيعدموه؟»، بينما راح أحد أقاربها يقول لها «اهدى يا أم خالد ده حكم هيتلغى والمحامين بيقولوا كده»، فصرخت السيدة قائلة «والله العظيم ابنى اتاخد بذنبى أنا كنت جاية من السعودية وأمين الشرطة قال لى عايز منك جاكيت حلو، ولما رفضت خد ابنى ووداه فى القضية، وأحمد بيه الصفتى -تقصد ضابط المباحث- خرّجه بعد ما عرف إنه برىء ورجعوا خدوه بعد أحمد بيه ما مشى.. ثم صمتت دقيقة واستندت إلى عمود الإنارة وقالت بصوت متهدج: صحيح الفقر بيذل ويكوى يا ناس». صفية أحمد عثمان (25 سنة)، مقيمة بقرية أبوعزيز التابعة لمركز مطاى، قالت: «على رأى المثل خدى بختك من جيب أختك، أنا وأختى رحاب زى بعض حتى فى حكم المؤبد، وزوجى عبدالفتاح محمد عبدالفتاح وزوجها صلاح محمد عرابى صدر ضدهما حكم بالمؤبد، والحكم ظالم والتهمة باطلة وأطالب بالبراءة لهما». وطالبت زوجة المتهم بالتراجع فى الحكم والإفراج عنه، مؤكدة أن زوجها مريض بالسكر وفيروس «سى» وكسور بقدميه ولا يتحمل الحبس 25 سنة، فضلاً عن أنه العائل الوحيد لأطفاله ولوالدته الضريرة، وأنه ليس له علاقة بالأحداث وأن وقت وقوع أحداث الشغب كان يحضر حصة دقيق من المستودع لتوصيلها إلى المخبز الذى يعمل به. وقالت شقيقتها رحاب: حكاية القبض على جوزى صلاح محمد عرابى بدأت يوم 7 من شهر سبتمبر، لما جيت من الغيط وكنت باجهز الأكل لعيالى ولقيت أهالى القرية بيقولوا لى الحقى جوزك اتقبض عليه وهو فى شغله فى أسواق الاتحاد فى مطاى، وساعتها طلعت أجرى بشعرى عريان وحفيانة ولما سألت تهمته أيه قالوا فى أحداث الشغب، برغم أنه وقت وقوع الأحداث كان فى شغله بأسواق الاتحاد لأنه موظف هناك.