يمثل العلم بجناحيه التعليم والبحث العلمي الأداة او السلاح الذي تستخدمه الدول لتحقيق التقدم والنهضة والارتقاء بمستوي معيشة مواطنيها وفي الدول المتقدمه بوضع العلم علي قمة الأوليات فتخصص له الميزانيات الضخمة وتوضع له الخطط والبرامج لتطويره وتحديثه لذلك نجد ان العلم اصبح منهج حياة في تلك الدول والمتابع لأوضاع العلم والعلماء في دول العالم يجد ان الدول المتقدمة هي تلك التي تهتم بالعلم اما الدول الفقيرة والمتخلفة او التي يطلق عليها مجازاً الدول النامية هي تلك التي لا تولي للعلم اي اهتمام وتهمله . والدول الثماني الصناعية الكبري هي اكثر الدول اهتمام بالعلوم والتكنولوجيا فتجد جامعاتها ومراكزها البحثية تمثل منارات علمية تجذب لها الباحثين من كل أنحاء العالم بل تعمد حكومات تلك الدول لتقديم منح دراسية وبحثية لشباب الدول النامية لجذبهم وتشجيعهم علي البحث والعمل في مراكزهم العلمية وتضع ميزانيات ضخمة للإنفاق علي البحث العلمي من الناتج القومي وتهتم بالعلماء وتكرمهم وتوفر المناخ الصحي لعملهم وتعمل علي تسويق نتائج أبحاثهم وتحويلها لمنتجات يستفيد بها المواطن ويلجأون للعلم والعلماء في حل مشاكلهم الحياتية. وتؤخذ كلمة العلماء في المقام الاول عند اتخاذ القرارات الهامة والحيوية التي تتعلق بالصحة او البيئة او قضايا الصناعة والزراعة والاقتصاد وغيرها وتجد الاعلام في تلك الدول يسلط الضوء علي قضايا العلم وما يقدمه العلماء ويبرز دور العلماء وأفكارهم وآرائهم لحل مشاكل تلك الدول اما في الدول النامية والتي تعتبر مصر واحدة منها فالأمر مختلف فقضية العلم حتي الان لا تمثل لمصر الاهتمام الاول ولا نضعها علي قمة أولوياتنا. ولازال التعليم والبحث العلمي يعانيان بشدة من الإهمال وعدم وضوح الرؤية وغياب البرامج والخطط الحقيقية التي تعمل علي تطويرهما وتحديثهما ولازلت نظرتنا للعلماء كما يصورها الاعلام هؤلاء الرجال الذين يرتدون البالطو الأبيض الممزق ويرتدون نظارة سميكة ويعانون من الصلع وكلامهم غير مفهوم ويقفون امام أنابيب الاختبار والسوائل الملونة تخرج منها ساخنة والي اخره من الصور الغير حقيقية بل اننا لا نسلط الضوء علي علمائنا وأعمالهم كمل نفعل مع الرياضيين والفنانين ولازالت نظرتنا لوزارة لبحث العلمي انها وزارة ليست ذات أهمية فتارة نلغيها وتارة نعيدها للحياة لمنحها لشخصية لم تجد مقعد وزاري وحتي أنفاقنا علي البحث العلمي هزيل ولا نأخذ رأي العلماء في حل مشاكلنا وقضايانا الحياتية . والحقيقة انه ان الأوان لتتغير الأمور ونعيد حساباتنا ونظرتنا للبحث العلمي في مصر خاصة ونحن مقبلون علي بناء دولة حديثة ولعل أولي الخطوات تكون بإنشاء وزارة للعلوم والتكنولوجيا تضع استراتيجية للعلم للسنوات القادمة ونبدأ في دفع العلماء للمقدمة والاستفادة بابحاثهم ودراستهم وعلمهم في حل مشاكلنا ووضع افضل الحلول لها اننا لابد وان نعلي كلمة العلم في المرحلة القادمة حتي نحقق لهذا الشعب أحلامه وطموحاته في حياة افضل ومستقبل مشرق.