قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية: «كانت هناك محاولات من قِبل وزارة الأوقاف لوقفى عن الخطابة، إلا أنها فشلت». كان «برهامى» قد أثار جدلاً مجتمعياً وغضباً نسائياً واسعاً بعد فتاواه الأيام الماضية، التى أجاز فى إحداها للزوج ترك زوجته للمغتصبين حفاظاً على نفسه، فيما قال فى الثانية إنه لا يجوز قتل الزوج لزوجته «الزانية» وعشيقها لمجرد رؤيتهما عاريين. وأضاف «برهامى» ل«الوطن»: ألقيت خطبة الجمعة أمس بمسجد تابع لجمعية الدعاة التابعة للدعوة السلفية، وقدمت طلباً للحصول على ترخيص للخطابة بالمساجد، خصوصاً أن اشتراط وزارة الأوقاف الحصول على تصريح رسمى لأداء خطبة الجمعة وإعطاء الدروس داخل المساجد أمر يمكن حله. وأضاف: نرحب بأن يتقدم الخطباء لأخذ التصريحات اللازمة لإعطاء الدروس وإلقاء الخطب داخل المساجد؛ لذا أنصح أبناء الدعوة أن يلتحقوا بمعاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة، ليتمكنوا من الحصول على التصاريح اللازمة. وتوقع «برهامى» ألا تمنع «الأوقاف» كبار دعاة السلفية من إلقاء دروسهم المعتادة واعتلاء منابر المساجد. وقالت مصادر: إن هناك اتصالات جرت مع قيادات «الأوقاف» والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ووكيل الوزارة، أكدوا خلالها أن الوزارة لم تمنع أحداً من قيادات الدعوة أو الحزب من الخطابة، ما دام أزهرياً. من جانبه، هاجم الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، وزير الأوقاف واتهم الوزارة بمحاولة تكميم الأفواه والتصنيف، مضيفاً: «ما يحدث يعود بنا إلى ما هو أسوأ من قبل 25 يناير، وهو نوع من التضييق وتقييد للحريات ونستنكر التصنيف فى الدعوة إلى الله». وقال سامح عبدالحميد، القيادى بالدعوة السلفية: إن «برهامى» من دعاة الوسطية وليس من دعاة التطرف والعنف والإرهاب، مضيفاً ل«الوطن»: مواقفه دائماً لمساندة الشعب المصرى، وهو حاصل على مؤهل جامعى أزهرى، ويحق له اعتلاء المنابر كأى أزهرى، ولا معنى لمنعه من الخطابة أو التضييق عليه فى الدروس والمحاضرات. من جهة أخرى، طالبت قوى إسلامية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمنع قيادات التيار السلفى من الخطابة. وقال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى: على «الأوقاف» حصر الخطابة على خطباء الوزارة والأزهر؛ فهو أمرٌ مهم وخطوةٌ كبيرةٌ فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية. وشدد الدكتور عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، على ضرورة عمل «تنقية» للخطباء، مضيفاً: «يجب ألا يعتلى الإرهابيون المنابر أو يستغلوها فى العمل السياسى». وقال الدكتور أمل عبدالوهاب، القيادى الجهادى: إن إصرار السلفيين على اعتلاء المنابر دون تصريح يعد أمراً مرفوضاً، مطالباً بتقنين الخطابة وإسناد الأمر للأزهر. وقال الدكتور محمد فرحات، المتحدث باسم الجبهة الإسلامية الوطنية: إن منع أبوإسحاق الحوينى ومحمد حسان وياسر برهامى من الخطابة يعد أمراً ضرورياً لدرء المفاسد. وأضاف: «هؤلاء لا همّ لهم إلا مجاملة السلطان، وأفكارهم وفتاواهم مهترئة ومضللة وتفسد أكثر مما تصلح»، مقترحاً أن تخصص وزارة الأوقاف خطاً ساخناً للإبلاغ عن أى شخص من هؤلاء يعتلى المنابر لبث خطبهم التى وصفها ب«المسمومة».