"محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، وصوفي أبوطالب، وحسني مبارك، ومحمد مرسي"، 6 رؤساء حكموا مصر عبر تاريخها، اختلفت شخصياتهم وطباعهم، وأيضا مواقفهم وقراراتهم، منهم من حكم بعد ثورة، وآخرين في فترة الحرب، وبعضهم حكم في فترات استقرار سياسي، وكل منهم يحتاج لتحليل نفسي خاص. الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي، تحدث ل"الوطن" عن رؤساء مصر السابقين، وصفاتهم وطباعهم المختلفة، بدءا من أول رئيس منذ إعلان مصر جمهورية وحتى آخر رئيس بعد ثورة 25 يناير، مؤكدا أن هناك عوامل سياسية وأيدلوجية كثيرة تختلف بين كل منهم. محمد نجيب أول رئيس مصري يحكم جمهورية مصر بعد أن كان ملكيا بعد قيادته لثورة 23 يوليو 1952، التي انتهت بعزل الملك فاروق. يشير "الرخاوي" أن المدة البسيطة التي حكم فيها "نجيب"، كانت في مرحلة انتقالية تشبه المرحلة التي نعيشها الآن، ولم يستطع أحد الحكم على شخصيته وقراراته؛ لأنه قضى فترة قصيرة في منصب الرئيس، ولكنه كان يتسم بالصفات التي يتمتع بها القادة العسكريين، من حيث الالتزام والحزم والانضباط، وأيضا القيادة، فهو من محركي الثورة على النظام الملكي. جمال عبد الناصر ثاني رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد عام واحد من حكم محمد نجيب، لقبه المصريون ب"الزعيم"، وحتى الآن يتمنون رئيسا مثله. يشير "الرخاوي" إلى أن "عبد الناصر" كان يملك حماسة ثورية، لم يملكها أحد من الرؤساء حتى الآن، وكان يتمتع بكاريزما خاصة سواء بين مؤيديه أو معارضيه، فاستقطبت قلوب الملايين في العالم العربي، كما كان يتمتع بشخصية جماهيرية جذابة في مظهره وفي خطاباته وبساطته ووطنيته وعروبته. محمد أنور السادت الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية، بعد وفاة جمال عبد الناصر، والملقب ب"بطل الحرب والسلام"، الذي اتخذ قرار خوض حرب أكتوبر، أعظم انتصار عرفته مصر في تاريخها الحديث، ونال جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد". يقول أستاذ الطب النفسي، إن السادات شخصية عاشقة لمصر، وكان يتمنى تحقيق دولة المؤسسات، إلا أنه كان يتصرف من "دماغه" في كثير من الأحيان، فهو شخصية معقدة قد تكون غامضة في بعض الأحيان، ومكشوفة للجميع في أحيان أخرى. يضيف "الرخاوي" أن السادات صانع قرار، فأعاد تشكيل السياسة الخارجية المصرية بلا شك، وحارب أكثر الحروب العربية نجاحا ضد إسرائيل، لكن شعبيته الكبرى في الغرب كانت لتوجهه للسلام، ولا شك أنه داهية عسكرية وسياسية، وتيقن بعد انتصار أكتوبر بأن القوات المسلحة كان ينبغى أن تكون شريكا له في الحكم، فاختار أحد قادة نصر أكتوبر ليكون نائبا له، ولكن دهاء الرئيس السادات جعله يستبعد القادة ذوي الشعبية الكبيرة، وبالطبع كان قائد القوات الجوية هو من تتوافر فيه هذه الصفة. صوفي أبو طالب رئيس الجمهورية المؤقت، الذي حكم مصر لمدة 8 أيام فقط، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات. يقول "الرخاوي"، إن صوفي أبوطالب كان رئيسًا لمجلس الشعب، لكنه كان عقلية أكاديمية، وفترة ال 8 أيام في الحكم، لا تكفي لتحديد ملامح شخصيته، لكنه أقرب للرئيس الحالي عدلى منصور. حسني مبارك يقول دكتور يحيى الرخاوي، إن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان محدود الأفق والقدرات، وكان مهتم برجال الأعمال والحزب الوطني، فالحكومة كانت حكرا لرجال الأعمال في عهده، و"في فترة حكمه كنا جميعا محدودي الفكر والهوية". وأضاف "الرخاوي" أن "مبارك" كان عنيدا، لطبيعته المحافظة التي تحب الاستقرار، ولا يحب أن يرى نفسه في إطار خارج عن الذي عهده، وباسترجاع أكثر التصريحات تلقائية التي صرح بها مبارك فور توليه الرئاسة، في الواقعة الشهيرة حين سأله أحد المراسلين الأجانب، حول ما إذا كان سيسير في طريق الرئيس جمال عبد الناصر أم طريق الرئيس السادات، فأجاب مبارك بتلقائية وسرعة بديهة قائلا: "حسني مبارك My Name Is". محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، ولكن سوء إدارته للحكم، وخلط الدين بالسياسة في فترة حكمه جعل مصيره الفشل، غير أنه كان له صفات معقدة وتابعة. ويقول "الرخاوي"، إن فترة حكم "مرسي" رسخت للاستقطاب الديني، بالتأثير على الجماهير عن طريق الدين، كالإشاعة التي روجتها جماعة "الإخوان" والتيار الإسلامي بأن المسيحين سيصوتون لمرشح بعينه، ولكن الشعب المصري اكتسب مناعة، بعد عام من تدهور وتخبط الحكم.