افتتح الدكتور عمرو السماك، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، اليوم، ندوة علمية عن الإدارة البيئية المتكاملة بهدف الحد من كمية تراب "الباي باص"، الناتج عن صناعة الأسمنت، بمقر المركز الثقافي التعليمي البيئي (بيت القاهرة). ناقشت الندوة، طرق متطورة للإدارة البيئية لتراب "الباي باص"، الناتج عن صناعة الأسمنت استنادًا إلى أساليب علمية حديثة للاستفادة الاقتصادية من هذا المخلف، بإعادة استخدامه في صناعات أخرى، بهدف الحفاظ على مساحات الأراضي الشاسعة المتطلبة لإعداد مدافن خاصة بتراب الأسمنت وتوفير فرص عمل. كما عرضت الندوة تجارب علمية حول كيفية الاستفادة الاقتصادية من تراب "الباي باص"، كمثال في الأسفلت. ويتم الاستفادة من تراب "الباي باص"، في إنتاج "إنترلوك رخامي" يستخدم في عمليات الإسكان كبديل للبلاط الأسمنتي والرخام والسيراميك، وفي بلاط الوحدات السكنية وبعض أنواع الواجهات كبديل للرخام، فضلًا عن استخدام "الباي باص" في أعمال الرصف الصلب بإنشاء طبقة رصف متطورة صلبة فوق سطح الطريق المجهز. كما يستخدام تراب "الباي باص"، في رصف الطرق الترابية بالقرى طبقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 1216 لسنة 2004، خاصة الطرق التي تمولها الحكومة وفي الشوارع الضيقة التي لا يقع عليها أحمال في المدن والمناطق العشوائية، كما أن البلاطات الناتجة من تراب "الباي باص" تستخدم في عمل الأرصفة وممرات الحدائق والنوادي وتثبيت التربة، وخاصة من تراكمات "الباي باص" والمحاجر القديمة والرمال المتحركة، وتتمثل فرص تمويل المشروع من شركات الأسمنت وقروض لشباب الخريجين من الصندوق الاجتماعي بشروط ميسرة وفوائد مدعمة، وصندوق حماية البيئة التابع لوزارة الدولة لشؤون البيئة. ويتمثل المردود البيئي والاقتصادي للاستفادة من تراب "الباي باص" في التخلص من مشكلة المخلف بطريقة آمنة، عن طريق تحويل المادة السامة إلى مادة صديقة للبيئة وتحسين معيشة أحوال المواطنين بالمناطق العشوائية بمنطقة المعصرة، وارتفاع المستوى الصحي والاجتماعي وتشغيل شباب الخريجين وإكسابهم الخبرة في هذا المجال. يذكر أن، التلوث الناجم عن أتربة الأسمنت "الباي باص" في مصر يعد أحد مشكلات التلوث الصناعي صحيًا وبيئيًا واقتصاديًا، حيث يبلغ ما يفرزه خطوط إنتاج الأسمنت بالطريقة الجافة ما يزيد على 3000 طن/يوم، ينتج في القاهرة الكبرى وحدها وبخاصة منطقة جنوبالقاهرة 1300 طن / يوم، ما يعادل 43% من إنتاج تراب الباي باص في منطقة واحدة، وتتمثل الخطورة العالية لهذا المخلف الصناعي في آثاره الصحية كما أنها تسبب مشكلة لشركات الأسمنت في كيفية التصرف منه بطريقة آمنة بيئيًا.