قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ل"الوطن"، إن قرار الكنيسة باستمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات أسبوع الآلام، يشمل أيضًا صلوات عيد القيامة. وأضاف المتحدث باسم الكنيسة، إن هذا القرار تاريخي وغير مسبوق في تاريخ الكنيسة، حيث يتم إغلاق الكنائس والغاء صلوات عيد القيامة، الذي يعد من أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، ويستذكر فيه المسيحيون قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور في العهد الجديد، بحسب الاعتقاد المسيحي، وينتهي فيه الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوماً. وكانت الكنيسة أعلنت في بيان رسمي استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات أسبوع الآلام، والتي تعتبر من أهم المناسبات الكنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك لحين استقرار الأوضاع وانتهاء الأسباب الصحية التي دعت لذلك. وقالت الكنيسة في بيان لها، إن القرار جاء خلال اجتماع لجنة سكرتارية المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني اليوم الخميس، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا. وأشارت الكنيسة إلى أنه في ظل استمرار الوباء والذي لا يزال يهدد مصر والعديد من دول العالم حتى الآن، وحيث أن الكنيسة هي جزءًا أساسيًّا من المجتمع، وتسعى دائمًا للحفاظ على جميع أفراده، وتؤمن أن النفس الواحدة لها قيمة غالية عند الله محب البشر، وانطلاقًا من حرصها علي سلامة الجميع وصحتهم وفي ظل خطورة إقامة أي تجمعات، قررت كذلك تأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس، الذي كان من المقرر إعداده خلال الأسبوع المقبل، وهو حدث كنسي له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية، وهو الذي يقوم به البابا مع جميع مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، مع التأكيد على أن تقتصر الجنازات على أسرة المنتقل فقط. كما قررت الكنيسة إيقاف صلوات الأكاليل، لحين استقرار الأوضاع، و استمرار الكهنة في متابعة العمل الرعوي للأسر، ولا سيما الحالات الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وقررت الكنيسة تقديم تبرع مالي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قدره 3 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر"، للمساهمة في شراء أجهزة التنفس الصناعي، وتوجيه مشاغل الخياطة بالإيبارشيات للمساهمة في إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها، التي تحتاجها الطواقم الصحية في عملها الوطني، الذي نقدره كثيرًا، واستمرار مشاركة الكنائس في تقديم التوعية المستمرة لأبنائها، بالالتزام بتعليمات الأجهزة الصحية، ومشاركة الكنائس القادرة في المساهمة في توفير المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة. وناشدت الكنيسة جميع المصريين باتباع تعليمات الوقاية والسلامة مع الالتزام بالبقاء في المنزل لمنع تفشي الوباء. وشددت الكنيسة أنها تثق في تفهم الأقباط للظرف الراهن، والضرورة التي دعت الكنيسة لاتخاذ هذه القرارات الاستثنائية سعيًا لكل ما هو صالح لجميع أبناء الوطن الغالي.