منذ إندلاع الثورات العربية منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ يجب أن نتوقف ونقف وقفة مصارحة ومكاشفة بصدق مع أنفسنا، لكي نتعرف ونصل لحقيقة مهمة هل هذه الثورات عادت علينا بالنفع؟. وهل غيرت من سلوكياتنا إلي الأفضل أم إلي الأسواء؟؛ فمنذ إندلاع الثورة التونسية ومع أشهر جمله تم سماعها في هذه الثورة وهي " بن علي هرب.. بن علي هرب"، وتبعتها الثورة المصرية، وكان بها أيضا أشهر جملة وهي "الشعب يريد إسقاط النظام"، ثم تبعتها الليبية والتي فسر فيها القذافي الديموقراطيه علي أن معناها هو "ديمو كراسي" أي أن الحاكم دائم علي كرسيه، وأيضا من حق الشعوب أن تجلس علي هذه الكراسي في جملة هي الأشهر في التناقض وعدم الوضوح، وإن دلت تدل علي عدم وعي وعدم القدره علي معرفة مطالب الشعوب ومن بعد الثورة الليبية إندلعت الثورة السورية التي حتي الأن لا نعلم ما هي شعارها، ولكن الأبرز فيها هو دماء الشهداء والمدنيين الذين فاق عددهم ضحايا الحروب ما بين الدول. ومع كل هذه الثورات والحركات ظهرت بعد ذلك المكلمة الإعلامية "نجوم التوك شو وهم الصفوه والنخبة" الذين تسببوا في حالة سيولة غير عادية فاقت كل الحدود في المجتمع فتغيرت سلوكيات الناس ومفرداتهم بشكل غير مسبوق وأصبح علينا نسيان كل ما تعلمناه من قيم ومباديء والتعلم علي أيدي هؤلاء النخبه "في المكلمة الإعلامية" من أول السطر علي أساس أنهم نخبة وصفوه فيتحدثون عن الديموقراطية مثلا من زوايا سياسية مربعية سداسية مهلبية، ولا تفهم أي شيء غير أن الحديث يبدأ وينتهي بالتراشق والتلاسن بين نجوم المكلمة في كل البرامج وعلي كل الفضائيات حيث أصبح المبدأ الأن هو " نتناقش مع بعض ماشي لكن هتختلف معايا هغزك بالمطوه قبل ما نطلع من الأستوديو" كما أصبحت هذه المفردات هي الأحدث والأكثر إستعمالا الأن فمثلا أصبحت " النمرده علي أي شيء تسمي ثوره" وأن " الفوضي أصبحت ديمقراطية" وأن " فرض القوه في الشارع وبلطجة البائعه الجائلين وسايس الجراج هي حرية، وتعبير عن الكبت الذي عانوا منه علي مدار 30 عام" .