جرت أمس استعدادات دفن جثمان الروائى الكولومبى جابريل جارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل بمدينة مكسيكو سيتى. بمجرد انتشار خبر وفاته، نعى رئيس البلاد، الروائى الجليل، كما فعل السكان المحليون فى مسقط رأسه «أراكاتاكا» ومحبو كتبه بوسط هافانا، حيث توفى أمس الأول فى مكسيكو سيتى، عن عمر يتجاوز العقود الثمانية. ومن المقرر أن يُحرق جثمان «ماركيز» فى مراسم خاصة بمكسيكو سيتى، وأعلن الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس الحداد ثلاثة أيام، وأمر بتنكيس الأعلام بمبنى مجلس الوزراء، وشجع الكولومبيين على القيام بالشىء ذاته فى منازلهم. وعلق كاتب المقالات الكوبى ميجيل بارنيت على الخبر قائلاً: «تتألم كوبا فى هذه اللحظة، كما يتألم جميع قراء هذا الكاتب الذى كان ولا يزال يعد أيقونة أدبية». يذكر أن «ماركيز» ولد فى «أراكاتاكا»، وهى بلدة صغيرة قريبة من الساحل الشمالى لكولومبيا على البحر الكاريبى، وتجمع أمس سكان البلدة أمام المنزل الذى شهد طفولة الأديب لتأبينه، كما حضروا قداساً كاثوليكياً على روحه. وتعددت زيارات «ماركيز» إلى العاصمة الكوبية «هافانا»، حيث كان يلتقى صديقه المقرب الزعيم الكوبى السابق فيدل كاسترو، الذى كثيراً ما دافع عنه بشراسة على الساحة العالمية. ويعد «ماركيز» من أكثر كتّاب الإسبانية شعبية منذ ميجيل دى ثربانتيس فى القرن السابع عشر، وقد حقق شهرة أدبية واسعة، وتمت مقارنته بالأديبين مارك توين وتشارلز ديكنز. وفى سياق متصل، اعتبر الروائى بهاء طاهر أن «ماركيز» هو أكثر كاتب غربى تأثر به الكتاب العرب المعاصرون. وأضاف ل«الوطن»: «منذ صدور رواية (مائة عام من العزلة) وترجمتها، فُتن بها جميع الكتاب العرب، ومنهم من حاول تقليده وفشل، ومنهم من اكتفى بالتأثر بأسلوبه». واستطرد: «أنا من أشد المعجبين به لأنه يجمعنا شىء واحد وهو العداء للصهيونية، وأذكر أنه استأجر على نفقته الخاصة صفحة كاملة كمساحة إعلانية فى صحيفة فرنسية شهيرة لكى يدين الأفعال الصهيونية فى فترة مذابح صابرا وشاتيلا». من جانبه، قال الأديب الكبير إبراهيم عبدالمجيد: «وفاة ماركيز خسارة كبيرة، فقد نقل الرواية إلى مرحلة جديدة ودخل بها إلى مصاف الخيال، وكافح وناضل من أجل إرساء قيم المحبة والسلام».