«أهم بيقولوا إن محافظ كفر الشيخ الجديد (المهندس سعد الحسينى) نسيب محمد مرسى».. قالها شخص ما أمام جمع من الناس ثم انسل من بينهم قبل أن يسمع تكذيباً لما يدعيه. يبدو أن أى حديث عن الإخوان يستهوى الناس، سواء كان بالحق أم بالباطل، فما بالك لو تعلق الأمر بحياتهم الشخصية، وعلى وجه الخصوص عائلاتهم وأموالهم؟ وقد نسجت حولها أساطير تفوق فى خيالها الجامح أساطير ألف ليلة وليلة والشاطر حسن والرخ والعنقاء. ليست هناك مصاهرة بين الرئيس ومحافظ كفر الشيخ، لكن هناك مصاهرات أخرى بعضها بين قيادات كبيرة فى جماعة الإخوان، أشهرها أن مرشد الإخوان السابق محمد مهدى عاكف متزوج من أخت د. محمود عزت نائب المرشد الحالى، وأن د. محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم الجماعة متزوج من أخت نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر.. وهناك زيجات أخرى كثيرة.. لكن هل هى زيجات مصلحة؟ وهل ساعدت أحداً من أطرافها فى الوصول إلى موقعه فى الجماعة؟ فى سبعينيات القرن الماضى تزوج محمد عاكف الخارج من السجن بعد أن قضى فيه عشرين عاماً من أخت طالب فى كلية الطب اسمه محمود عزت كان خارجاً من السجن أيضاً، وفى سياق منفصل جرى زواج خريج كلية الزراعة محمود غزلان من شقيقة خريج كلية الهندسة خيرت الشاطر. حين تمت الزيجتان لم تكن هناك أدنى مصلحة يمكن أن يحققها الزواج لأحد من أطرافها، ولم تكن الجماعة آنذاك فى وضع يسمح لأحد بتوقع ما آلت إليه أوضاعها بعد ذلك سوى الأمل فى الله واليقين الراسخ فى قلوب الإخوان بأن الله «سينصر دعوته». فى ثمانينيات القرن الماضى انضم عاكف لعضوية مكتب الإرشاد، وبعده عزت والشاطر وغزلان. قبل عام 1995 كان دخول عضو جديد فى مكتب الإرشاد يتم بتوافق أعضاء المكتب السابقين وبعض قدامى الإخوان، وبعدها أصبحت عضوية المكتب بالانتخاب من بين أعضاء مجلس الشورى.. وفى كلا الحالين لا يملك أى طرف سوى صوته، ولا يعرف الإخوان مسألة الدعاية الانتخابية فى انتخاباتهم الداخلية، فضلا عن أن التدخل لتقديم شخص ما غير مؤهل للمنصب أمرٌ تأباه نفوس الإخوان. يرغب كثير من الإخوان فى تزويج بناتهم وأخواتهم وحتى «بنات العيلة» لأحد من الإخوان، ويرون أن شباب الإخوان أكثر حرصاً على القيام بواجبات الأسرة وحفظ حقوق الزوجة، وفى المقابل يرغب كثير من شباب الإخوان فى الزواج من بنات الإخوان ويرون أنهن يفهمن معنى انتماء الزوج للإخوان وما يترتب على ذلك من تبعات وتضحيات، خاصة فى عهود الاستبداد التى انقضت. ومن هنا تلاقت الأفهام واتفقت الأطراف. ولا ينفى ذلك أن هناك زيجات من هذا النوع قد فشلت، أو أن زيجات مع أطراف ليست من الإخوان كانت أكثر نجاحاً. ويقرأ الإخوان فى التاريخ أن الخلفاء الراشدين الأربعة جمعتهم علاقات مصاهرة بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد تزوج بنتى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، وزوّج ثلاثة من بناته لعثمان وعلى رضى الله عنهما، ولم يقل أحد إن هذه المصاهرة هى التى أهلت أحداً منهم للخلافة، ولكن سبْقُهم بالإيمان وتضحياتهم من أجل الدعوة هى التى رغّبت الرسول صلى الله عليه وسلم فى مصاهرتهم، كما أنها هى التى أهلتهم للقيادة إلى جانب مؤهلات أخرى.