استولى محتجون موالون لروسيا اليوم على مقر للشرطة في مدينة أخرى شرق أوكرانيا، متحدين تحذيرات الحكومة التي أعلنت أنها تستعد للتحرك ضد المتمردين. وقام العشرات من الرجال الغاضبين بإلقاء الحجارة وتحطيم النوافذ واقتحام مركز للشرطة في مدينة هورليفكا، التي لا تبعد كثيرا عن الحدود مع روسيا وذلك وسط تهليل مئات من المتفرجين. وارتفع دخان كثيف من مدخل المبنى، الذي رفع المتمردون العلم الروسي فوقه. تأتي الأحداث في هورليفكا كأحدث مؤشر على الاضطرابات في المناطق الشرقية والجنوبية الناطقة بالروسية، والتي استولى فيها مسلحون موالون لروسيا على مبان حكومية في تسع مدن على الأقل مطالبين بمزيد من الاستقلال عن الحكومة المركزية وتوثيق العلاقات مع روسيا. وقال أولكسندر سابونوف، وهو أحد الرجال الذين شاركوا في اقتحام مقر الشرطة في هورليفكا، إن المتمردين يقاتلون الذين عينتهم حكومة كييف، ومن بينهم قائد الشرطة المحلية، ويريدون تعيين قيادة خاصة بهم. أضاف سابونوف: "جاء الناس ليقولوا له إنه دمية في يد طغمة كييف وإنهم لن يقبلوا به". وأعلن أحد المتمردين في وقت لاحق أن بعض رجال الشرطة انضموا إليهم وسيواصلون الخدمة على قوة الشرطة. وردد مئات من المتفرجين خارج المبنى هتافات تقول "استفتاء" و"روسيا". وتسلق رجل على سطح الشرفة ووضع علما روسيا. وأتى شرطي عبر نافذة كي يطارده، وسقط من فوق السطح. وبعد عدة دقائق تم نقل الشرطي الدامي الرأس خارج مركز الشرطة إلى سيارة إسعاف. وأقر ميكولا فيليتشكوفيتش، القائم بأعمال نائب وزير الداخلية اليوم بأن بعض ضباط الشرطة في المناطق الجنوبية كانوا يتبادلون الأدوار. وقال للمراسلين: "رأينا في الشرق عدة وقائع تخريب قامت بها الشرطة". واتهمت كلا من السلطات الأوكرانية ومسؤولون غربيون موسكو بتأجيج الاحتجاجات، قائلين إن الأحداث تشبه تلك التي وقعت في القرم والتي ضمتها روسيا الشهر الماضي. ومنذ فرار الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا في شهر فبراير، تطالب روسيا بإصلاحات دستورية تؤدي لتحويل أوكرانيا إلى دولة اتحادية مفككة. وبعد رفضه لمطالب انفصاليين في الشرق بإجراء استفتاء، أشار الرئيس الأوكراني المؤقت، أوليكسندر تورتشينوف، اليوم إلى أن إجراء استفتاء في جميع أنحاء البلاد فيما يخص تقرير وضع أوكرانيا هو أمر ممكن، وأنه يمكن لمثل هذا التصويت أن يجرى في الخامس والعشرين من مايو أيار، وذلك مع الانتخابات الرئاسية. وأعرب تورتشينوف عن ثقته في أن الأوكرانيين سوف يصوتون ضد تحويل أوكرانيا إلى اتحاد وضد تقسيمها.