مارى، الفتاة البسيطة، لم تكن تعلم أن حياتها مع أخيها الصغير، أو بالأحرى ابنها المدلل، الذى أفنت عمرها فى تربيته ورعايته، حتى يصبح شاباً محباً لوطنه، ستتحول إلى مجموعة من الصور، تذكرها بأخيها بعد رحيله، فها هى صورة تذكرها بطفولته، وأخرى بشبابه، وثالثة بأحلى الذكريات التى تجمعهما، ناهيك عن الصورة الأشهر، التى تذكرها بوفاته تحت عجلات الدبابات فى أحداث ماسبيرو. مارى دانيال، الأخت الكبرى ل«مينا دانيال»، فتاة لم يكن أحد يعرف عنها شيئاً، لولا الحادث الأليم، الذى لحق بأخيها، ليتحول من شاب بسيط يبحث عن الحرية طيلة سنوات عمره القصيرة، إلى أيقونة من أيقونات الثورة ورمز لها. لم تكتف مارى بصور «مينا»، بل حرصت على وضع صورة للشيخ عماد عفت عند مدخل العمارة، التى تسكن بها بمنطقة المرج، كما علقت صورة أخرى له، إلى جوار حائط منزلها، مع صورة «مينا». الشيخ عماد عفت، فى نظر مارى، من أكثر الشخصيات، التى أثرت فى حياتها، رغم أنها لم تعرف عنه شيئاً، إلا بعد وفاته، فهى ترى أنه يعبر عن الوجه الحقيقى للثورة، لذا أصرت أن يرسم أصدقاء «مينا»، صورة عماد عفت، لتكون مجاورة لصورة مينا دانيال فى مدخل العمارة، فكان الشهيدان بمثابة الأنيس الأول والأخير، فحياة مارى أصبح يشوبها الوحدة، لولا بعض الذكريات، التى تتذكرها عن أخيها الصغير، وبعض الصور القديمة، التى تعوضها عن فقدانه، بالإضافة إلى التواصل مع أصدقاء مينا دانيال، ممن أخذوا على عاتقهم، مهمة استكمال الثورة. مارى تريد أن يعم السلام بين الجميع، وأن تنتهى الحروب والصراعات، وتتحقق أهداف الثورة ويؤخذ حق الشهداء، ومنهم مينا دانيال وعماد عفت، باعتبارهما من أهم رموز الثورة المصرية.