يبدو أن الدوحة لن تكتفى بالسعى إلى لعب دور استراتيجى على الساحة السياسية والاقتصادية الدولية؛ إذ بدأت الشيخة المياسة آل ثانى، ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، تخطط لتحويل بلدها إلى عاصمة العالم للفنون والثقافة بعدما باتت المشترى الأول للأعمال والتحف الفنية فى العالم. وكانت الشيخة القطرية الصغيرة، ذات الأعوام التسعة والعشرين، المقربة من والدها، والتى تحمل دكتوراه فى علم الاجتماع، قد أدركت أثناء دراستها فى جامعة «دوك» الأمريكية الشهيرة أن الفن يمكن أن يغير العالم بل إنه قد يُحوِّل مستقبل بلادها إذا نجحت هى فى جعلها عاصمة للفن على مستوى العالم. ووفقا لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية فإن هيئة متاحف قطر ستكون نقطة انطلاق الدوحة إلى حلمها الثقافى إذ من المقرر أن تستخدم السلطات القطرية المتاحف كأداة لخلق حوار بين الثقافات والتأكيد على أن الإسلام لا يتعارض مع الحداثة. وتمتلك الدوحة، صاحبة ثالث احتياطى عالمى من النفط والغاز، حاليا، «متحف الفن الإسلامى» و«المتحف العربى للفن الحديث»، إلا أنها تتطلع لما هو أفضل من ذلك لهذا فهى تحرص على استضافة أبرز المهندسين المعماريين وألمع الموسيقيين والكتاب حول العالم. يذكر أن قطر نجحت مؤخرا فى الاستحواذ على عدد من الأعمال الفنية البارزة مثل لوحة «لاعبى القمار» للفنان الفرنسى الشهير بول سيزان مقابل 190 مليون يورو، ولوحة «الربيع» للفنان البريطانى داميان هيرست مقابل 1.3 مليون يورو.