وسط انتشار أمنى ملحوظ توافد ملايين الأقباط، أمس، على الكنائس والمطرانيات بجميع أنحاء الجمهورية للاحتفال بعيد «أحد السعف»، وهو تقليد بدأ منذ دخول السيد المسيح إلى أورشليم فى فلسطين، واستقباله بسعف النخيل والورود. وتزينت الكنائس بسعف النخيل، فيما خرج الأقباط إلى الشوارع، بعد الصلوات، يحملون السعف والورود والسنابل، وأقبل الأطفال والنساء على شراء الصلبان المصنوعة من السعف من البائعين. ويُعتبر عيد السعف أو «أحد الشعانين» هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير، قبل عيد الفصح أو القيامة، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم، ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به هذا الأحد: أسبوع الآلام. وكست الورود والسعف وسنابل القمح كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية، وكل الكنائس بالمحافظة، احتفالاً بعيد السعف، وشارك الآلاف من الأقباط فى الاحتفالات داخل كنائس الإسكندرية، إذ توافدوا منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، لحضور صلاة «دورة السعف» والتى بدأت من الخامسة حتى السادسة والنصف صباحاً، تلتها صلاة القداس الأول التى استمرت حتى التاسعة والنصف صباحاً، ثم صلاة القداس الثانى التى انتهت فى الثانية والنصف ظهراً، ثم صلاة التجنيز والتى تُعد بديلاً عن «الجنازة»، لعدم وجود صلوات على الموتى خلال هذا الأسبوع، طبقاً للدين المسيحى. وترأس القمص رويس مرقص، وكيل عام الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، والمتحدث الرسمى باسمها، صلاة قداس العيد فى كنيسة العذراء مريم، فيما ترأس قداس العيد فى الكاتدرائية راعى المرقسية الأب إبرام إيميل. ومنعاً للتزاحم، نظمت فرق الكشافة الكنسية طرقاً للدخول والخروج، وشاركوا قوات الشرطة فى تأمين الكنائس. وفى المنيا، توافد آلاف الأقباط على الكنائس بجميع مطرانيات المحافظة السبع وهى: ديرمواس، وملوى، والمنيا، وأبوقرقاص، وسمالوط، وبنى مزار، ومطاى، ومغاغة، والعدوة. وشهدت الشوارع المحيطة بكنيسة الأمير تادروس بوسط مدينة المنيا إقبالاً من الأطفال والنساء على شراء السعف، وقال رومانى نجيب، من قرية أبوحنس، إن أسعار الصلبان المصنوعة من جريد النخيل تراوحت ما بين 5 و10 جنيهات على حسب حجمها. وأوضح عماد ماهر، أحد المحتفلين، أنه دعا فى هذه المناسبة بأن يسود مصر الأمن والسلام والاستقرار، وأن تمر انتخابات رئاسة الجمهورية بأسرع وقت. وفى القليوبية، أقبل آلاف الأطفال والنساء على شراء سعف النخيل «قلب النخيل الأبيض»، والذى يتم تشكيله على بعض أشكال منها «القربانة، والقلب، وبرج الحمام، والصليب، والساعة، والأسورة». من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار القصوى لتأمين الكنائس، وعززت عناصر الحراسات والخدمات الخاصة، كما انتشرت عناصر الشرطة السرية، وقوات الأمن المركزى فى محيط الكنائس، وأغلقت القوات بعض الشوارع المؤدية إليها. واستعانت مديرية أمن الإسكندرية بكاميرات المراقبة التى نشرتها حديثاً فى الشوارع المؤدية للكنائس، فيما انتشرت الدوريات الأمنية وقوات التدخل السريع فى محيط الكنائس. وقال مصدر أمنى بالقليوبية إنه تم توزيع عدد كبير من بوابات كشف المعادن والمتفجرات على الكنائس بمختلف أنحاء المحافظة، والاستعانة ببعض قوات الأمن المركزى لتأمين كاتدرائية شبرا وكاتدرائية بنها، إضافة لعمل كردون أمنى حول جميع الكنائس الفرعية بالمراكز. وفى البحيرة، فرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً حول الكاتدرائية بمدينة دمنهور، فيما انتشرت سيارات الشرطة والمطافئ وخبراء المفرقعات، فى محيط الكنائس والأماكن الحيوية بالمحافظة. وفى كفر الشيخ، انتشرت قوات الأمن مدعومة بمدرعات القوات المسلحة حول الكنائس وخاصة بمدينتى كفر الشيخ ودسوق. كما فرضت مديرية أمن الغربية إجراءات أمنية مشددة على الكنائس، وقال مصدر أمنى إن القوات أغلقت جميع الطرق المؤدية للكنائس أمام السيارات وقامت بتفتيش المارين تفتيشاً ذاتياً بالتعاون مع كشافة الكنيسة، كما تم نشر عناصر الشرطة السرية فى الشوارع المؤدية للكنائس لإحباط أى عمليات تخريبية. وشهدت محافظة سوهاج إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس، وتم توسيع دائرة الاشتباه حولها ورفع السيارات المتوقفة أمامها،