تحدى الأقباط حالة الحزن والقلق نتيجة أحداث الفتنة التى شهدتها البلاد مؤخراً، واحتفل الآلاف أمس بعيد «أحد الشعانين» المعروف أيضاً ب«أحد السعف»، وسط استنفار أمنى ملحوظ، حيث عززت مديريات الأمن انتشار قواتها حول الكنائس فى كافة المحافظات. ورفع الأطفال والشباب والفتيات السعف خلال حضورهم قداس العيد، واقتصرت الاحتفالات على الصلوات وبعض مظاهر الفرح داخل الكنائس، وأعرب محتفلون بعدة محافظات عن حزنهم نتيجة أحداث كنيسة الكاتدرائية وأحداث الخصوص والواسطى. ففى بنى سويف، تجاهل الأقباط أحداث الفتنة الأخيرة والهجوم على كنيسة الواسطى قبل أيام، وشهدت الكنائس السبعة بالمركز إقبالاً كبيراً من المسيحيين للاحتفال بأحد السعف. وكثفت قوات الشرطة انتشارها حول الكنائس، فيما توافد عشرات المسيحيين للاحتفال فى الكنائس، وانتشر باعة السعف فى التقاطعات والشوارع. وفى المنيا، توافد المئات من المسيحيين خاصة الأطفال والنساء على بائعى السعف فى الشوارع والميادين المختلفة كما شهدت جميع الكنائس بالقرى إقبالاً محدوداً من جانب المسيحيين. وغابت الأجواء الاحتفالية ومظاهر الفرح عن احتفالات الكنائس، وقال مايكل إسكندر، محام، إن الأقباط لم يحتفلوا بهذه الذكرى بسبب الأحداث المؤسفة التى شهدتها البلاد ومنها أحداث الخصوص والكاتدرائية. وفى أسيوط، قال باسم المشاط، الناشط القبطى، إن كنائس أسيوط قصرت احتفالات «أحد السعف» على أداء الصلوات فقط داخل الكنيسة دون مظاهر احتفالية خارجها. وفى المنوفية، أقامت مطرانية المنوفية للأقباط الأرثوذكس قداساً بحضور الأنبا بنيامين أسقف المنوفية والقيادات الكنسية بالمحافظة، وكثفت قوات الشرطة وجودها بمحيط الكنائس، حيث تم الدفع بعشرات من سيارات الإطفاء والإسعاف ووحدة مفرقعات. وفى الإسكندرية، توافد آلاف الأقباط منذ الصباح على الكنائس، رافعين الجريد والسعف، وعلقت الكنائس وبائعو السعف صور البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية الراحل. وقال محسن جورج، عضو المجلس الملى، إن جميع الكنائس أقامت القداسات والصلوات الخاصة وصلاة الجناز، وتقدم العديد من الأحزاب والقوى السياسية بالمحافظة، بالتهانى إلى الكنيسة الأرثوذكسية، منها الدستور والتيار الشعبى و6 أبريل ولازم، وسط انتقادات لإفتاء الجبهة السلفية بعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم الدينية، ووصفها من يذهب من المسلمين إلى الكنائس لتهنئتهم بأعيادهم الدينية بأنه «آثم». وفى الأقصر، شهدت الكنائس والأديرة إجراءات أمنية مشددة، واستعانت أجهزة الأمن بأعداد إضافية من أفراد المرور بعد صعوبة سير السيارات فى الشارع الرئيسى المؤدى لوسط المدينة بسبب توافد الآلاف على كنيسة العذراء من الصباح الباكر للمشاركة فى القداس. وانتشر خارج الكنيسة عشرات الصبية وافترشوا الشوارع المواجهة للكنيسة لبيع السعف. كما شهدت محافظات مطروح، والفيوم، والوادى الجديد، والبحر الأحمر، ودمياط إقبالاً كثيفاً من آلاف الأقباط للاحتفال بعيد السعف. جدير بالذكر أن الاحتفال بأحد الشعانين يأتى لإحياء ذكرى دخول المسيح إلى القدس، والاستقبال الحافل الذى لقيه من أهالى المدينة الذين استقبلوه بسعف النخيل، ويطلق المسيحيون على الأسبوع الذى يبدأ من أحد السعف إلى أحد القيامة، اسم «أسبوع الآلام».